قال البُوصيري رحمه الله في الإتحاف (المُختصرة ١/ ٣٨/ ب): ورجال الإسناد ثقات إلَّا أنه منُقَطِع، أبو النَضْر -اسمه سالم- لم يسمع من عثمان. اهـ. وهو كما قال رحمه الله: فإن رجاله ثقات بمجموع السَنَدين لأن في الأول ابن لَهِيعة، وهو ضعيف، كما مر، أما السند الثاني فكلهم ثقات.
وأيضًا الانقطاع ظاهر، وقد جاء مُصرَّحًا به في الإسناد الأول، وأن هناك مبهمًا بين أبي النَضْر وعثمان، وبه أعلَّه الدارقطني (العلل ٣/ ١٨)، وغيره من الأئمة المتقدمين -وسيأتي ذكرهم عند الكلام على علة الحديث الأخرى- وكذا الهيثمي حيث قال في المجمع (١/ ٢٢٩): وأبو النَضْر لم يسمع من أحد من العشرة.
لكن الحديث جاء مُتَصِلًا عند مسلم، وأحمد، والدارقطني، والبيهقي -كما ذكرت ذلك عند التخريج- فأخرجه مسلم والدارقطني والبيهقي من طريق سفيان الثَوري، عن أبي النَضْر، عن أبي أنس أنه رأى عثمان ... الحديث.
وأخرجه أحمد والبيهقي من هذا الوجه إلَّا أن عندهم بِسْر بن سعيد بَدَل أبي أنس، وهذه هي العلة الأخرى في الحديث، لكن الحق أن من جعله عن بِسْر بن سعيد هو الصواب، دإليك بيان الخلاف في ذلك من كلام الأئمة النقاد:
قال ابن أبي حَاتِم في العلل: سُئِل أبو زُرعة عن حديث رواه الفِرْيابي، عن سُفيان، عن سالم أبي النَضْر، عن بِسْر بن سعيد، أن عثمان توضأ ... إلى الحديث.
ورواه وكيع عن سفيان، عن أبي النَضْر، عن أبي أنس، عن عثمان ... الحديث. قال أبو زُرعة: وَهِم فيه الفِرْيَابي، والصواب ما قال وكيع. سألت أبي عن=