= وعليه، فإنّ إسناد أبي يعلى هنا رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إلَّا أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا بَيْنَ مكحول وأم أيمن فإنه لم يسمع منها، قال ابن السكن: هذا مرسل، كما في الإصابة (٤/ ٤٣٢)، وانظر جامع التحصيل (٢٨٥).
إذًا، فالحديث ضعيف .. وله شواهد تؤيده، منها:
١ - عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعشر كلمات، قال:"لا تشرك بالله شيئًا ... وأنفق على عيالك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبًا، وأخفهم في الله".
أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (٥/ ٢٣٨)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٨٢: ١٥٦)، والأوسط (٢/ ٢٠٣/ ب)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٣٠٦).
قال المنذري في الترغيب والترهيب (١/ ١٩٦): رواه أحمد والطبراني في الكبير، وإسناد أحمد صحيح لو سلم من الانقطاع، فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ. اهـ.
ومثل هذا الكلام قال الهيثمي في المجمع (٤/ ٢١٥)، وزاد: وإسناد الطبراني متصل، وفيه: عمرو بن واقد القرشي، وهو كذاب. اهـ.
٢ - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- بتسع ... وذكره بنحوه.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١٥: ١٨)، وابن ماجه في الأشربة (٢/ ١٠١٩: ٣٣٧١)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (١٥٢٤)، والخطيب في الموضح (١/ ١١٧) .. كلهم من طريق شهر بن حوشب.
وضعف إسناده الحافظ، كما في نيل الأوطار، إلَّا أن شهر بن حوشب يقبل في المتابعات.
وقد صحح الألباني الحديث بمجموع طرقه في الإرواء (٧/ ٩١)، وهو كذلك، والعلم عند الله.