في ختام هذا الجزء والرحلة الطويلة التي أمضيتها مع كتاب "المطالب العالية"، أحمد الله تعالى حمدًا كثيرًا على ما وفقّني من إتمام لهذا العمل الجليل، وأرجو أن أكون قد وفّقت في خدمته على الوجه الذي يليق به، وإن كان مثلي ليس بأهل للتصدي لعمل الحافظ ابن حجر رحمه الله، ولكن من باب ما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه.
وأودّ أن أسجّل هنا ختامًا لهذا البحث ما وصلت إليه من نتائج ظهرت لي من خلال عملي في هذا السفر النفيس، وهي:
١ - أنّ هذا الكتاب حفظ لنا أصول كتب أكثرها اليوم في عداد المفقود، ممّا يزيد من أهميّة هذا الكتاب وقيمته العلميّة، التي تجعله في مصافّ الموسوعات الحديثيّة الضخمة.
٢ - أنّ الحافظ ابن حجر رحمه الله وُفِّق إلى حدّ كبير في تمييز زوائد المسانيد التي على شرطه على الكتب السبعة. وهذا يدلّ على رسوخ قدمه وطول باعه في علوم الحديث، وسعة اطّلاعه ومعرفته التامة بالمصنفات الحديثية عامّة، والكتب الستة خاصّة.
٣ - جاء كتاب "المطالب العالية" مشابهًا إلى حدّ كبير لكتاب "إتحاف الخيرة" للبوصيري، غير أن الأول امتاز عن الثاني بتفادي الأحاديث التي رواها أحمد في مسنده.