٢ - أن كتاب "المطالب العالية" إذا أضيف إلى "جامع الأصول"، و "مجمع الزوائد"، و "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"، فقد جمعت هذه الكتب أعظم دواوين الإِسلام الجامعة لحديث رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حَيْثُ يشمل "جامع الأصول" أحاديث الصحيحين، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وموطأ مالك، وأفرد البوصيري في "مصباح الزجاجة" زوائد ابن ماجه على الأصول الخمسة، ويحتوي "مجمع الزوائد" على زوائد أحمد، والبزار، وأبي يعلى، -في روايته المختصرة- ومعاجم الطبراني الثلاثة، ثم يكمل "المطالب" ما تبقى بإضافة زوائد مسانيد كل من "أحمد ابن منيع"، و "عبد بن حميد"، و"أبي داود الطيالسي"، و"ابن أبي عمر العدني"، و"أبي بكر بن أبي شيبة"، و"مسدّد"، و"الحارث بن أبي أسامة"، و"الحميدي"، وما وجد من مسند إسحاق بن راهوية، وكذا ما فات الهيثمي في مجمعه من زوائد أبي يعلى في روايته المطولة.
وبالتالي فإن تحقيق هذا الكتاب إكمال لهذه الموسوعة الضخمة.
٣ - أن الحافظ -رحمه الله- قد ساق جميع هذه الزوائد بأسانيدها تامة كما هي عند أصحابها، وفي هذا أهمية عظمى لتحديد ومعرفة درجة الحديث والحكم عليه، ومن خلال هذا تبدو أهمية إخراج النسخة المسندة من هذا الكتاب وتحقيقها , لأن ما يتداوله الناس بينهم هو النسخة المجردة عن الأسانيد، وقد طبعت طبعة سقيمة مليئة بالأخطاء والتصحيفات.
٤ - أن الحافظ -رحمه الله- له قدم راسخة في هذا الفن، وهو من المشهود لهم بالتقدم فيه على غيره، ولا سيما وقد ضمن هذا الكتاب دررًا من كلامه الذي لا يستغنى عنه في الرجال، والحكم على بعض الأحاديث.