= ثم قال:"رواه أبو داود الطيالسي، وأبو يعلى، والبيهقي في الكبرى , وابن حبّان في صحيحه , ولفظه "ويل للأمراء ليتمنين أقوام أنهم معلقين بذوائبهم بالثريا وأنهم لم يكونوا ولو شيئًا قط"، ورواه الحاكم، وصححه بلفظ "ليوشكن رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا ولم يل من أمر الناس شيئًا".
قلت: إنما اقتصر الحافظ في "المطالب" على قوله "العرافة ... " إلى نهاية الحديث , لأنها من الزوائد، وأما قوله "ويل للأمراء ... " فقد رواه الإِمام أحمد كما سيأتي في تخريجه.
والحديث أخرجه الطيالسي في مسنده (ص ٣٢٩: مفرقًا ٢٥٢٣، ٢٥٢٦)، قال: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "ويل للأمراء، ويل للأمناء، وويل للعرفاء ليتمنين قوم يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملًا"، وفي الحديث الآخر بنفس الإسناد "الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ وَآخِرُهَا نَدَامَةٌ وَالْعَذَابُ يَوْمَ القيامة، قال: قلت: يا أبا هريرة إلَّا من لقى اللَّهَ مِنْهُمْ. قَالَ إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ".
ومن طريقه أخرجه البيهقي (١٠/ ٩٧) كتاب آداب القاضي، باب كراهية الإمارة وتولى أعمالها لمن رأى من نفسه ضعفًا، أو رأى فرضها عنه بغيره ساقطًا قال: أخبرنا أبو بكر بن فورك رحمه الله، أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود به مثله مفرقًا إلَّا أنه قال: "إلَّا من اتقى الله منهم".
وأما أول الحديث فقد أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (٣/ ٣٥٢، ٥٢١)، قال: ثنا أزهر بن القاسم الراسبي ثنا هِشَامٌ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أبي حازم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض ولم يكونوا عملوا على شيء".
قال الهيثمي في المجمع (٥/ ٢٠٠): "رواه أحمد ورجاله ثقات في طريقين من =