= أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا العباس الدوري، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ قَالَ: دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى طَعَامٍ فَلَمَّا جَاءَ رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا، فَقَعَدَ خَارِجًا وبكى. قال: فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ قَالَ:"أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم". قال: فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً له بقطعة. قال: فاستقبل مطلع الشمس وقال: هكذا ومد يديه، ومد عفان يديه وقال:"تطالعت عليكم الدنيا" ثلاث مرات. أَيْ أَقْبَلَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ يَقَعُ عَلَيْنَا ثم قال:"أنتم اليوم خير أم إذا غدت عليكم قصعة وراحت أخرى، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى وَتَسْتُرُونَ بيوتكم كما تستر الْكَعْبَةَ"؟. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: أَفَلَا أبكي وقد بقيت حتى تسترون بيوتكم كما تستر الكعبة".
وأخرجه هناد في "الزهد" مطولًا كذلك (٢/ ٣٨٩: ٧٥٨) عن علي بن أبي طالب نحوه.
ومن طريقه أخرجه الترمذي (٤/ ٥٥٨: ٢٤٧٦)، وقال: "هذا حديث حسن"، وفيه أن صاحب البردة المرقوعة هو مصعب بن عمير، ونسبه المتقي الهندي في "كنز العمال" (٣/ ٢١٦: ٦٢٢٦)، إلى الطبراني عن عبد الله يزيد الخطمي، ولا يوجد مسنده في المطبوع من معجم الطبراني الكبير.
وروى مختصرًا بلفظ كان رسول الله يرو إذا شيّع جيشًا بلغ ثنية الوداع وقال: "أستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم".
أخرجه أبو داود في سننه (٣/ ٧٦) كتاب (٩) الجهاد، باب (٨٠) في الدعاء عند الوداع (رقم ٢٦٠١)، قال: حدّثنا الحسن بن علي حدّثنا يحيى بن إسحاق السَّيْلحيني عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله الخطمي فذكره.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ٩٧) كتاب الجهاد، باب سنة التوديع لمن =