(فصل) والبسملة ليست من الفاتحة كغيرها بل آية من القرآن مشروعة قبلها وبين كل سورتين سوى براءة، وإن ترك الاستفتاح حتى تعوذ ولو عمدًا، أو التعوذ حتى بسمل، أو البسملة حتى شرع في القراءة سقط (١) ثم يأتي بالفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن وأعظم آية فيه آية الكرسى (٢) ويلزم الجاهل تعلمها فإن لم يقدر أو ضاق
الوقت عنه سقط ولزمه قراءة قدرها من غيرها من القرآن (٣) فإن لم يحسن إلا آية واحدة منها أو من غيرها كررها بقدرها، فإن لم يحسن إلا بعض آية لم يكررها وعدل إلى غيره، فإن لم يحسن شيئًا من القرآن حرم أن يترجم عنه بلغة أخرى كعالم (٤) وترجمته بالفارسية أو غيرها لا تسمى قرآنًا (٥)
(١)(سقط) لأنه سنة فات محلها.
(٢)(آية الكرسى) كما رواه أحمد ومسلم عنه - صلى الله عليه وسلم -، ومنه يؤخذ أن بعض القرآن قد يكون أفضل من بعض باعتبار متعلقه من المعاني والبلاغة وغير ذلك، ولا يمنع من ذلك كون الجميع صفة لله تعالى لما ذكرنا من التفضيل باعتبار المتعلق لا بالذات، وللترمذي وغيره أن آية الكرسى سيدة آي القرآن، وقال عليه الصلاة والسلام في الفاتحة "هي أعظم سورة في القرآن".
(٣)(قدرها من القرآن) في عدد الحروف والآيات لمشاركته لها في القرآنية.
(٤)(كعالم) العربية، لأن الترجمة عنه تفسير لا قرآن، لأن القرآن هو اللفظ العربى المنزل على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} بلسان عربى.
(٥)(لا يسمى قرآنًا) فلا يحرم على الجنب ولا يحنث من حلف لا يقرأه، قال أحمد: القرآن معجز بنفسه أي بخلاف ترجمته بلغة أخرى فإنه لا إعجاز فيها فدل أن الإعجاز في اللفظ والمعنى وفى بعض آية إعجاز ذكره القاضي وغيره.