وكره أحمد قراءة الألحان وقال هي بدعة (١) وكره ابن عقيل القراءة في الأسواق يصيح أهلها فيها بالنداء والبيع (٢) ويكره رفع الصوت
بقراءة تغلط المصلين. ويجوز تفسير القرآن بمقتضى اللغة لا بالرأى من غير لغة ولا نقل، فمن قال بالقرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار، وأخطأ ولو أصاب (٣). ولا يجوز النظر في كتب أهل الكتاب نصًّا، ولا كتب أهل البدع، والكتب المشتملة على الحق والباطل.
(فصل) تستحب النوافل المطلقة في جميع الأوقات لا وقت النهي؛ وصلاة الليل سنة مرغب فيها وهي أفضل من صلاة النهار (٤) وبعد النوم أفضل لأن الناشئة لا تكون إلا بعد رقدة، وإذا استيقظ ذكر الله وقال ما ورد ومنه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم إن قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، وإن توضأ وصلى قبلت صلاته، ثم يقول: الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور، لا إله إلا أنت لا شريك لك سبحانك، استغفرك لذنبي وأسألك رحمتك. ربى زدني علمًا ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. الحمد لله الذي رد عليَّ روحى (٥) وعافاني في جسدي وأذن لى بذكره. ثم يستاك. وإن توضأ وقام إلى الصلاة من جوف الليل فإن شاء استفتح باستفتاح المكتوبة وإن شاء بغيره كقوله: اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب
السموات والأرض ومن فيهن
(١)(بدعة) لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر في أشراط الساعة أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا بأفضلهم إلا ليغنيهم.
(٢)(بالنداء والبيع) قال في الفنون قال حنبل: كثير من الأقوال والأفعال يخرج مخرج الطاعات عند العامة وهي مأثم عند العلماء: مثلى القراءة في الأسواق يصيح فيها أهل الأسواق بالنداء والبيع، وأهل الأسواق لا يمكنهم الاستماع وذلك امتهان.
(٣)(ولو أصاب) لما روى ابن عباس مرفوعًا "من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار" رواه أبو داود.
(٤)(من صلاة النهار) ذكرنا حديث أبى هريرة في الزاد وفيه "في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه.
(٥)(الحمد الله الذي ردَّ على روحي) إلى آخره. روى عن أبى هريرة، والجميع منصوص عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.