(فصل) والجن مكلفون (١) يدخل كافرهم النار ومؤمنهم الجنة (٢) قمال الشيخ: ونراهم فيها ولا يروننا، وليس منهم رسول، وهم فيها على قدر أعمالهم، وتنعقد فيهم الجماعة، قال ابن حامد: ومذهب العلماء إخراج الملائكة من التكليف والوعد والوعيد. وقال الشيخ: ليس الجن كالإِنس في الحد والحقيقة فلا يكون ما أمروا به وما نهوا عنه مساويًا لما على الإِنس، ويقبل قولهم أن ما بيدهم ملكهم، ويحرم عليهم ظلم الآدميين وظلم بعضهم بعضًا وبولهم وقيؤهم طاهران (٣) ويجرى بينهم التوارث، وكافرهم كالحربي ويجوز قتله إن لم يسلم. والمشهور أن للجن قدرة على النفوذ في بواطن البشر (٤) وتحل ذبيحتهم، وأما ما يذبحه الآدمي لئلا يصيبه أذى من الجن فمنهي عنه.
(١)(والجن مكلفون) في الجملة إجماعًا لقوله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
(٢)(ومؤمنهم الجنة) خلافًا لأبي حنيفة في أنه يصير ترابًا وأن ثوابه النجاة من النار كالبهائم.
(٣)(وبولهم وقيؤهم طاهران) لظاهر حديث ابن مسعود قال (ذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل نام ليلة حتى أصبح، قال ذاك بال الشيطان في أذنه" متفق عليه، ولحديث لما سمى ذلك الرجل في أثناء طعامه قالا "قاء الشيطان كل شيء أكله" رواه أبو داود والنسائي.
(٤)(في بواطن البشر) لقوله عليه الصلاة والسلام "الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" وكان الشيخ إذا أتى المصروع وعظ من صرعه وأمره ونهاه، فإن انتهى وفارق المصروع أخذ عليه العهد أن لا يعود، وإن لم يأتمر ولم ينته ولم يفارقه ضربه حتى يفارقه، والضرب يقع في الظاهر على المصروع وإنما يقع في الحقيقة على من صرعه، ولهذا يتألم من صرعه به، ويصيح ويخبر المصروع إذا أفاق بأت لم يشعر بشيء من ذلك.