الشيخ هو غاصب (١) وتكره الزيادة
على تراب القبر من غيره، ويحرم التخلي عليها وبينها (٢) والدفن في صحراء أفضل من الدفن في العمران سوى النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣) واختار صاحباه تشرفًا وتبركا، ويحرم إسراجها (٤) واتخاذ المسجد عليها وبينها وتتعين إزالتها، ويكره المشي بالنعل فيها: (٥) لا بخف (٦) ويسن خلع النعل إذا دخل إلا خوف نجاسة أو شوك ونحوه، ومتى ظن أنه بلي وصار رميمًا جاز نبشه ودفن غيره مكانه (٧) والزراعة وحرثه (٨) ويجوز نبش قبور المشركين ليتخذ مكانه مسجد (٩) ولما فيها كقبر أبى رغال (١٠)
(١) (هو غاصب) وهذا مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم، وقال أبو المعالي: في تضيبق على المسلمين وفي ملكه إسراف وإضاعة مال كل منهى عنه.
(٢) (وبينها) لحديث عقبة بن عامر قال قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "لأن أطأ على جمر أو سيف أحب إليّ من أن أطأ على قبر مسلم، ولا أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي أو وسط السوق" رواه الخلال وابن ماجه.
(٣) (سوى النبي - صلى الله عليه وسلم -) فإنه قبر في بيته، قالت عائشة "لئلا يتخذ مسجدا" رواه البخاري: ولأنه روي "تدفن الأنبياء حيث يموتون" مع أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يدفن أصحابه بالبقيع وفعله أولى من فعل غيره، وإنما أصحابه رأوا تخصيصه بذلك صيانة له وتمييزًا له عن غيره.
(٤) (ويحرم إسراجها) لقوله عليه الصلاة والسلام "لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج" رواه أبو داود.
(٥) (المشي بالنعل) فيها لما روى بشير بن الخصاصية قال "بينا أنا أماشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رجل يمشي في القبور عليه نعلان فقال له: ياصاحب السبتيتين ألق سبتيتيك، فنظر الرجل فلما عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلعهما فرمى بهما" رواه أبو داود وقال أحمد: إسناده جيد.
(٦) (لا يخف) لأنه ليس بنعل ويشق نزعه، وروى عن أحمد أنه كان إذا أراد أن يخرج إلى الجنازة لبس خفيه.
(٧) (ودفن غيره مكانه) ويختلف ذلك باختلاف البلاد والهواء، وهو في البلد الحارة أسرع منه في البلاد الباردة.
(٨) (وحرئه) قال أبو المعالي إذا لم يخالف شرط واقف لتعيينه الجهة.
(٩) (مسجد) لأن موضع مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قبورًا للمشركين فأمر بنبشها وجعلها مسجدًا.
(١٠) (أبي رغال) لما روى أبو داود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذا قبر أبي رغال، وآية ذلك أن معه غصنًا من ذهب إن رأيتم نبشتم عنه أصبتموه، فابتدره الناس فاستخرجوا الغصن. وأبو رغال يرجم قبره، وكان دليلًا للحبشة حيث توجهوا إلى مكة فمات في الطريق قاله في الصحاح.