ونحوهم (١) وقال أبو المعالي: إكرام العلماء وأشراف القوم بالقيام سنة مستحبة، قال ويكره أن يطمع في قيام
الناس له (٢) ويكره تقبيل فم غير زوجة وجارية، وإذا تثاءب كظم ما استطاع، فإن غلبه غطى فمه بكمه أو غيره (٣) وإذا عطس خمر وجهه وغض صوته ولا يلتفت يمينًا ولا شمالًا وحمدالله (٤) جهرًا بحيث يسمع جليسه. وتشميته فرض كفاية فيقول: يرحمك الله أو يرحمكم الله، ويرد عليه العاطس فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم. ولا يشمت الذمي إذا عطس (٥) ويقال للصبي إذا عطس بورك فيك وجبرك الله (٦) وتشمت المرأة المرأة والرجل الرجل والعجوز البرزة، ولا يشمت الشابة ولا تشمته، ويشمت العاطس إلى ثلاث ثم يدعو له بالعافية ولا يشمت للرابعة إلا إذا لم يكن شمته قبلها، ويجب الاستئذان على كل من أراد الدخول عليه من أقارب وأجانب (٧) فإن أذن له
وإلا رجع ولا يزيد في الاستئذان
(١)(ونحوهم) لجديث عائشة قالت "قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعتنقه وقبله" حسنه الترمذي. وفي حديث ابن عمر في قصة قال فيها "فدنونا من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقبلنا يده" رواه أبو داود، فيباح تقبيل اليد والرأس تدينًا وإكرامًا واحترامًا، وظاهره عدم إتاحته لأمر الدنيا وعليه يحمل النهي قاله المصنف.
(٢)(قيام الناس له) قال ابن تميم: ويكره لأهل المعاصي والفجور، والذي يقام له وقع النهي عن السرور بذلك.
(٣)(أو غيره) كيده لقوله عليه الصلاة والسلام "فليضع يده على فمه فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب".
(٤)(وحمد الله) قال ابن هبيرة: إذا عطس الإنسان استدل بذلك على صحة بدنه وجودة استقامة قوته فينبغي له أن يحمد الله، ولذلك أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحمد الله، وفي البخاري "أن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب".
(٥)(إذا عطس) لما أخرج أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة من حديث أبى موسى قال كان اليهود يتعاطسون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله، فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم" فيه دليل أنه يقال لهم ذلك ولكن إذا حمدوا الله.
(٦)(وجبرك الله) قاله الشيخ عبد القادر، وفيه حديث مرفوع إن صح رفعه ذكره في شرح الإقناع.
(٧)(وأجانب) وهو معنى كلام ابن الجوزي في آية الاستئذان، وروى سعيد عن أبى موسى قال "إذا دخل أحدكم على والديه فليستأذن" وعن ابن مسعود وابن عباس مثله.