للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أحد الوجهين (١). وليس الصمت من شريعة الإسلام، قال الموفق والمجد: ظاهر الأخبار تحريمه، وإن نذره لم يف به (٢) ولا يجوز أن يجعل القرآن بدلًا عن الكلام (٣) وينبغى لمن قصد المسجد أن ينوى الاعتكاف مدة لبثه فيه (٤) ويكره أن يتطيب المعتكف.

(فصل) في أحكام المساجد. يجب بناء المساجد في الأمصار والقرى والمحال حسب الحاجة (٥) وأحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله

أسواقها (٦) ومن بنى مسجدًا لله بنى الله له بيتًا في الجنة (٧) ويسن أن يصان كل مسجد عن كل وسخ وقذاة وقذر ومخاط وتقليم أظفار وقص شارب وحلق رأس ونتف إبط (٨) وعن رائحة كريهة، وإن دخله من له رائحة كريهة

(١) (في أحد الوجهين) وظاهر كلام أحمد لزومه، وهو اختيار ابن أبي موسى لأن في الاعتكاف في هذا الزمان فضيلة لا توجد في غيره فلا يجزي القضاء في غيره، وعلى هذا فلو نذر اعتكاف عشرة أيام فشرع في اعتكافها في أول العشر الأواخر ثم أفسده لزمه قضاؤه في العشر من قابل، لأن اعتكاف العشر لزمه بالشروع عن نذره فإذا أفسده لزمه قضاؤه على صفة ما أفسده، ذكره ابن رجب في القواعد.

(٢) (لم يف به) لحديث علي قال: حفظت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا صمات يوم إلى الليل" رواه أبو داود.

(٣) (بدلًا عن الكلام) كأن ترى رجلًا قد جاء في وقته فتقول {وجِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى} بخلاف قوله عندما أهمه {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} ونحوه.

(٤) (مدة لبثه فيه) ولم ير أبو العباس لمن قصد المسجد لصلاة أو غيرها أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه فيه. اختيارات.

(٥) (حسب الحاجة) قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: ثلاثة أشياء لا بد للناس منها الجسور والقناطر وأراه ذكر المصانع والمساجد اهـ، لما روت عائشة قالت "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببناء المساجد في الدور وأن تطيب" رواه أحمد.

(٦) (أسواقها) رواه مسلم عن أبى هريرة مرفوعًا.

(٧) (في الجنة) لحديث عثمان قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، من بنى مسجدًا - قال بكير حسبت أنه قال يبتغي به وجه الله - بنى له بيتًا في الجنة" متفق عليه.

(٨) (ونتف إبط) لحديث أنس مرفوعًا "عرضت عليّ أجور أمتى حتى القذاة يخرجها من المسجد" رواه أبو داود، وعن أبي سعيد مرفوعًا "من أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتًا في الجنة" لأن المساجد لم تبن لذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>