للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويخطب الإمام أو نائبه بنمرة إذا زالت الشمس استحبابًا خطبة واحدة يقصرها (١) يفتتحها بالتكبير يعلم الناس فيها مناسكهم من الوقوف ووقته والدفع من عرفات والمبيت بمزدلفة وغير ذلك، فإذا فرغ من خطبته نزل فصلى الظهر والعصر جمعًا إن جاز له بأذان وإقامتين، وإن لم يؤذن للصلاة فلا بأس لأن كلًا مروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذا يجمع غيره ولو منفردا، ثم يأتى موقف عرفة ويغتسل له استحبابًا، وحد عرفات من الجبل المشرف على عرفة إلى الجبال المقابلة له إلى ما يلي حوائط بنى عامر، ولا يشرع صعود جبل الرحمة، ويقف مستقبل القبلة راكبًا بخلاف سائر المناسك والعبادات فراجلًا (٢) ويكثر من الدعاء ومن قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شئ قدير. اللهم اجعل في قلبي نورًا وفى بصرى نورًا ويسر لي أمري" (٣) ويدعو بما أحب. ووقت الوقوف من طلوع الفجر يوم عرفة (٤) واختار

الشيخ وغيره وحكى ابن عبد البر إجماعًا من الزوال (٥) ويستحب أن

(١) (يقصرها) لقول سالم للحجاج بن يوسف يوم عرفة: إن كنت تريد أن تصيب السنة فقصر الخطبة وعجل الصلاة، فقال ابن عمر: صدق. رواه البخاري.

(٢) (فراجلًا) قيل: إن الحسن بن علي حج خمسة عشر حجة ماشيًا، وقيل خمسًا وعشرين والنجائب تقاد معه.

(٣) {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} لما روى عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أكثر دعاء الأنبياء قبلي ودعائى عشية عرفة" فذكر قريبًا منه.

(٤) (يوم عرفة) لحديث عروة بن مضرس الطائى "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت يا رسول الله، إنى جئت من جبل طيء أكللت راحلتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلًا أو نهارًا فقد تم حجه وقضى تفثه" قال الترمذي حديث حسن صحيح، وهذا يؤذن بأن ما قبل الزوال من يوم عرفة وقت للوقوف كما بعد الزوال.

(٥) (من الزوال) وهو قول مالك والشافعى وأكثر الفقهاء لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما وقف بعد الزول.

<<  <  ج: ص:  >  >>