للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان قريبًا (١) ولا

شيء عليه إذا رجع، فإن لم يرجع إليه بعد مسافة قصر فعليه دم (٢) ومتى رجع مع القرب لم يلزمه إحرام، ويلزمه مع البعد إحرام بعمرة يأتى بها ثم يطوف للوداع. وإن طهرت حائض قبل مفارقة البنيان رجعت فودعت، فإذا فرغ من الوداع واستلم الحجر وقبله وقف في الملتزم بين الحجر وباب الكعبة فيلتزمه ملصقًا به وجهه وصدره ويبسط يديه عليه (٣) ويدعو بما أحب من خيرى الدنيا والآخرة ومنه "اللهم هذا بيتك وأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك، حملتنى على ما سخرت لي من خلقك، وسيرتنى في بلادك، حتى بلغتنى بنعمتك إلى بيتك، وأعنتنى على أداء نسكي، فإن كنت رضيت عنى فازدد عنى رضى وإلا فمن (٤) الآن قبل أن تنأى عن بيتك دارى، فهذا أوان انصرافي إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا بيتك، ولا راغب عنك ولا عن بيتك. اللهم فأصحبنى العافية في بدنى، والصحة في جسمي، والعصمة في ديني، وأحسن

منقلبي، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، واجمع لي بين خيرى الدنيا والآخرة، إنك على كل شئ قدير، وإن أحب دعا بغيره، ويصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - والحج من سبيل الله، فإذا

(١) (إن كان قريبًا) ولم يخف على نفسه أو ماله أو فوات رفقته أو غير ذلك من الأعذار.

(٢) (فعليه دم) رجع إلى مكة وطاف للوداع أولا، لأنه استقر عليه ببلوغه مسافة القصر فلم يسقط برجوعه كمن تجاوز الميقات بغير إحرام ثم أحرم ثم رجع إلى الميقات.

(٣) (يديه عليه) ويجعل يمينه نحو الباب ويساره نحو الحجر، لما روى عمرو بن شعيب عن أبيه قال "طفت مع عبد الله، فلما جاء دبر الكعبة قلت: ألا تعوذ؟ قال أعوذ بالله من النار ثم استلم الحجر فقام بين الركن والباب فوضع صدره وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطًا وقال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل" رواه أبو داود.

(٤) (فمن) الوجه فيه ضم الميم وتشديد النون على أنه صفة أمر من من يمن مقصودًا به الدعاء ويجوز كسر الميم وفتح النون على أنه حرف جر لابتداء الغاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>