(فصل) فإذا فرغ من الحج استحب له زيارة مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يقصد بها زيارة القبر لقوله عليه الصلاة والسلام "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد" الحديث، فإذا دخل مسجدها سن أن يقول ما يقول في دخول غيره من المساجد، ثم يصلى تحية المسجد ثم يأتى القبر الشريف فيقف قبالة وجهه - صلى الله عليه وسلم - مستدبر القبلة ويستقبل جدار الحجرة فيسلم عليه فيقول السلام عليك يا رسول الله" كان ابن عمر لا يزيد على ذلك، وإن زاد فحسن (١) ولا يرفع صوته به، ثم يتقدم من مقام سلامه نحو ذراع على يمينه فيسلم على أبى بكر ثم يتقدم نحو ذراع على يمينه أيضًا فيسلم على عمر (٢) ولا يمسح ولا يمس قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا حائطه ولا يلصق به صدره ولا يقبله (٣) قال الشيخ: يحرم طوافه بغير البيت العتيق اتفاقًا، وقال: واتفقوا على أنه لا يقبله
(١)(وإن زاد فحسن) قال في الشرح: ويقول "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه وعباده، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
(٢)(فيسلم على عمر) فيقول: السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا عمر.
(٣)(ولا يقبله) لما فيه من إساءة الأدب والابتدع، قال الأثرم: رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بل يقومون ناحية فيسلمون.