ولا يتمسح به فإنه من الشرك، قال ابن عقيل وابن الجوزى: يكره قصد القبور للدعاء، قال الشيخ: ووقوفه عندها له أيضًا، وتستحب الصلاة بمسجده - صلى الله عليه وسلم - وهي بألف صلاة، وبالمسجد الحرام بمائة ألف وفى الأقصى بخمسمائة، وحسنات الحرم
كصلاته (١) وتعظم السيئات به (٢) ويسن أن يأتى مسجد قبا (٣) فيصلى فيه (٤) ويسن أن يقول عند منصرفه من حجه متوجهًا إلى بلده "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير. آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"(٥) ولا بأس أن يقال للحاج إذا قدم:
تقبل الله نسكك وأعظم أجرك وأخلف نفقتك، قال في المستوعب: كانوا يغتنمون أدعية الحاج قبل أن يتلطخوا بالذنوب (٦).
(فصل) في صفة العمرة. من كان في الحرم من مكي وغيره خرج إلى الحل فأحرم من أدناه ومن
(١)(وحسنات الحرم كصلاته) لما روى عن ابن عباس مرفوعًا من حج من مكة ماشيًا حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم، قيل وما حسنات الحرم؟ قال: بكل حسنة مائة ألف حسنة.
(٢)(وتعظم السيئات به) سئل أحمد في رواية ابن منصور: هل تكتب السيئة أكثر من واحدة؟ قال: لا إلا بمكة لتعظيم البلد. ولو أن رجلًا بعدن هم أن يقتل عند البيت أذاقه الله من العذاب الأليم اهـ. وظاهر كلامه في المنتهى تبعًا للقاضي وغيره أن المضاعفة الكم كما هو ظاهر نص الإمام وكلام ابن عباس "مالى وبلد تضاعف فيه السيئات كما تضاعف الحسنات" وهو خاص فلا يعارضه عموم الآيات بل يخصص به، لأن مثله لا يقال من قبل الرأي فهو بمنزلة المرفوع.
(٣)(قبا) بضم القاف يقصر ويمد ويصرف، على ميلين من المدينة من جهة الجنوب قاله في الحاشية.
(٤)(فيصلى فيه) لما في الصحيحين "أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأتيه راكبًا وماشيًا فيصلى فيه ركعتين" وفيهما "كل سبت، وكان ابن عمر يفعله".
(٥)(وهزم الأحزاب وحده) لما روى البخاري عن ابن عمر "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثم يقول" فذكره.
(٦)(بالذنوب) وفى الخبر (اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج".