أن يلعق أصابعه قبل الغسل والمسح أو يلعقها غيره (١) ولا يعرض الطعام بل يقدمه (٢).
(فصل) وتسن التسمية على الطعام والشراب ويجهر بها (٣) فليقل بسم الله، قال الشيخ ولو زاد الرحمن الرحيم لكان حسنًا، وأن يأكل بيمينه ومما يليه، ويكره تركها (٤) ولا يأكل ولا يشرب بشماله إلا من ضرورة (٥) وإن جعل بيمينه خبزًا وبشماله شيئًا يأتدم به وجعل يأكل من هذا وهذا كره لأنه أكل بشماله، فإن أكل أو شرب بشماله أكل معه الشيطان، ويسمى الشارب عند ابتداء ويحمد عند كل قطع، وقد يقال عند كل لقمة فعله أحمد وقال: أكل وحمد خير من أكل وصمت، ويسمى عمن لا عقل له ولا تمييز، ويحمد الله جهرًا إذا فرغ ويقول ما ورد، منه: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين (٦) ويسن الدعاء لصاحب الطعام (٧)، ويكره
الأكل من ذروة الطعام ومن وسطه بل من أسفله (٨) وكذا الكيل، ويكره نفخ
(١)(أو يلعقها غيره) لحديث كعب بن مالك "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل بثلاث أصابع ولا يمسح يده حتى يلعقها" رواه الخلال بإسناده.
(٢)(بل يقدمه) لئلا يستحيوا فلا يطلبوه.
(٣)(ويجهر بها) ندبًا لينبه غيره. لحديث عائشة مرفوعًا "إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله. فإن نسى أن يذكر اسم الله في أوله فليقل. بسم الله أوله وآخره". والشراب مثله. وظاهره ولو بعد فراغه.
(٤)(ويكره تركها) لما روي عن عمر بن أبي سلمة قال "كنت يتيمًا في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت يدي تطيش في الصحفة. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ياغلام سم الله، وكل بيمينك كل مما يليك" متفق عليه.
(٥)(إلا من ضرورة) لحديث ابن عمر مرفوعًا "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه. فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله" متفق عليه.
(٦)(وجعلنا مسلمين) ومنه ما روى معاذ بن أنس الجهني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من أكل طعامًا فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه بغير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه ابن ماجه.
(٧)(الدعاء لصاحب الطعام) ومنه "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة، رواه أبو داود.
(٨)(من أسفله) لما روى ابن عباس مرفوعًا "إذا أكل أحدكم طعامًا فلا يأكل من أعلى الصحفة، ولكن ليأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها" وحديث آخر "كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها" رواهما ابن ماجه.