للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: هكذا ذكره، وهذا لا ينتظم مع ما قبله، فقد تقدم قبل هذا أن البرنس أرناط صاحب الكرك والشوبك أسر في وقعة حطين، ثم قتله السلطان بيده، فيكشف عن ذلك في مكان آخر ليحقق.

[قال] : ثم سار إلى كوكب وضايقوها وقاتلوها مقاتلة شديدة، والأمطار متواترة والوحول متضاعفة والرياح عاصفة، والعدو متسلط بعلو مكانه، فلما تيقنوا أنهم مأخوذون طلبوا الأمان فأجابهم إليه، وتسلمها منهم في منتصف ذي القعدة من السنة (١) .

ثم نزل إلى الغور، وأقام بالمخيم بقية الشهر وأعطى الجماعة دستوراً، وسار مع أخيه العادل يريد زيارة القدس ووداع أخيه لأنه كان متوجهاً إلى مصر، ودخل القدس في ثامن ذي الحجة وصلى بها العيد.

وتوجه في حادي عشر ذي الحجة إلى عسقلان لينظر في أمورها، وأخذها من أخيه العادل، وعوضه عنها الكرك.

ثم مر على بلاد الساحل يتفقد أحوالها، ثم دخل عكا فأقام بها معظم المحرم من سنة خمس وثمانين يصلح أمورها، ورتب بها الأمير بهاء الدين قراقوش (٢) والياً وأمره بعمارة سورها.

وسار إلى دمشق فدخلها في مستهل صفر من السنة، واقام بها إلى شهر ربيع الأول من السنة.

ثم خرج إلى شقيف أرنون، وهو موضع حصين فخيك في مرج عيون بالقرب من الشقيف، في سابع عشر شهر ربيع الأول، وأقام أياماً يباشر قتاله كل يوم، والعساكر تتواصل إليه، فلما تحقق صاحب الشقيف أنه لا طاقة له به نزل إليه بنفسه، فلم يشعر به إلا وهو قائم على باب خيمته، فأذن له


(١) علق صاحب المختار هنا بقوله: " قلت، أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به: وكتب القاضي الفاضل بطاقة إلى بعض الجهات يبشر فيها بفتح كوكب هذه، فمن جملتها ... " وقد وردت القطعة في ترجمة القاضي الفاضل ٣: ١٥٩.
(٢) زاد في المختار: الخصي.

<<  <  ج: ص:  >  >>