للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخاطبها بظرف، ودعني، فإنّي أفرغ لك من الأمر.

فجسّرني بذلك عليها، فخاطبتها، وكشفت لها عشقي، ومحبتي، وبكيت.

فضحكت، وتقبّلت ذلك أحسن تقبّل، وقالت: الخادم يجيئك برسالتي.

ونهضت، ولم تأخذ شيئا من المتاع، فرددته على الناس، وقد حصل لي ممّا اشترته أوّلا وثانيا، ألوف دراهم ربحا.

ولم يحملني النوم تلك الليلة، شوقا إليها، وخوفا من انقطاع السبب.

فلما كان بعد أيّام جاءني الخادم، فأكرمته، وسألته عن خبرها.

فقال: هي والله عليلة من شوقها إليك.

فقلت: اشرح لي أمرها.

فقال: هي مملوكة السيّدة أمّ المقتدر، وهي من أخصّ جواريها بها، واشتهت رؤية الناس، والدخول، والخروج، فتوصّلت حتى جعلتها قهرمانة، وقد والله حدّثت السيدة بحديثك، وبكت بين يديها، وسألتها أن تزوّجها منك.

فقالت السيدة: لا أفعل، أو أرى هذا الرجل، فإن كان يستأهلك، وألا لم أدعك ورأيك.

ويحتاج إلى إدخالك الدار بحيلة، فإن تمّت، وصلت بها إلى تزويجها، وإن انكشفت ضرب عنقك.

وقد أنفذتني إليك في هذه الرسالة، وهي تقول لك: إن صبرت على هذا، وإلا فلا طريق لك والله إليّ، ولا لي إليك بعدها.

فحملني ما في نفسي أن قلت: أصبر.