للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمره مع القاضي، وأقول للخليفة: إنّي قد أنفذت إليه، وأنفذ إليه في غد، من يمتثل الأمر فيه.

فلما ورد كتابه على الرخّجيّ، قامت قيامته، وأحضر من يختصّ به، فشاوره. فقال له: تركب الساعة إليه، وتطرح نفسك عليه.

قال: فركب إليه، في موكب «١» عظيم، فحجبه القاضي. فاجتهد في أن يوصله إليه، فما كان إلى ذلك طريق، فرجع خجلا.

وقال لأصحابه: ما ترون؟ فإنّي أخاف أن يقدم العشيّة من يقبض عليّ.

فقالوا له: إنّ للقاضي رجلا تانئا «٢» ، من أهل البلد، يقال له: فلان، قد اصطنعه، وائتمنه، ويريد قبول شهادته، وهو غالب عليه جدا، فتستدعيه، وتكتب له روزا «٣» بشيء من خراجه، وتسأله أن يوصلك إليه، ويستصلحه لك.

فأحضره الرخّجيّ، وكتب له روزا بألف دينار من خراجه، وسأله ذلك.

فقال له: أمّا استصلاحه لك، فلا أضمنه، ولكن أوصلك إليه.

فقال له: قد رضيت.

فقال: إذا كان وقت المغرب، فانتظرني، وخرج الرجل.

فلمّا كان وقت المغرب، صار إلى الرخّجيّ، فقال: تلبس عمامة، وطيلسانا، وتركب حمارا، وتجيء.

قال: ففعل ذلك، وركبا بغير شمعة.

وجاء الرجل، فقال للحاجب: استأذن لي على القاضي، ولصديق لي معي، فدخل إليه وخرج فقال: ادخلا.