للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١ و ٢) الفقير والمسكين:

الفقير عند الحنفيين من له شيء دون النصاب أو قدر نصاب غير نام أو مشغول بالحاجة الأصلية- كمسكن وملبس ومركب- فيصبح الدفع إليه ولو كان صحيحا مكتسبا أو يملك نصبا كثيرة غير نامية إذا كانت مستغرقة بالحاجة الأصلية، ولذا يصح دفعها لعالم له كتب تساوي نصبا كثيرة لكنه محتاج إليها للدراسة والمراجعة، وكذا آلات المحترفين والصناع والزراع والمجاهدين.

(وقال) مالك: الفقير من لا يملك قوت عامة (والمسكين) عند الحنفيين ومالك من لا شيء له، ولذا يحل له السؤال لقوته أو ما يواري جسده، بخلاف الفقير؛ فلا يحل له ولا لقادر على الكسب ولا من يملك خمسين درهما السؤال (لحديث) ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش أو خدوش أو كدوح" فقيل: يا رسول الله وما يغنيه؟ قال: "خمسون درهما أو قيمتها من الذهب" أخرجه أحمد والأربعة وحسنه الترمذي وفيه حكيم بن جبير. تكلم فيه شعبة وغيره (١). {١٤٢}

(وقالت) الشافعية: الفقير من لا مال له ولا كسب أو له مال أو كسب لا يكفيه ولا يحصل به نصف كفايته ومن تلزم نفقته العمر الغالب - وهو ستون سنة - بحيث لو وزع ما عنده من المال على غالب العمر لم يبلغ نصف كفايته. ولو كان يملك نصاباً أو أكثر فعليه زكاته وله أن يأخذ زكاة غيره (والمسكين) من له مال أو كسب يقع موقعاً من كفايته ولا يكفيه: بأن يحتاج في اليوم إلى عشرة دراهم مثلاً وعنده كسب أو مال يبلغ خمسة فأكثر.


(١) انظر ص ٩٠ ج ٩ - الفتح الرباني (النهي عن السؤال) وص ٢٤٨ ج ٩ - المنهل العذب المورود (من يعطي من الصدقة) وص ٣٦٣ ج ١ مجتبي (حد الغني) وص ٢٨٩ ج ١ - ابن ماجه (من سأل عن ظهر غني) وص ١٩ ج ٢ تحفة الأحوذى (من تحل له الزكاة) (وخموش) بالضم مصدر خمكش بفتحات بمعنى خدش. ويحتمل أن يكون خموش جمع خمش كفلس (والكدوح) بمعنى الخموش، ويحتمل أن يكون الكدوح مصدرا سمي به الأثر وأن يكون جمع كدح.