للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم يعطيني المال فأقول: أعطه من هو افقر إليه مني، وإنه أعطاني مرة مالا فقلت له: أعطه من هو أحوج إليه مني. فقال: ما آتاك الله عز وجل من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف فخذه فتموله أو تصدق به. ومالا، فلا تتبعه نفسك" أخرجه البخاري والنسائي وهذا لفظه (١). {١٤٦}

(٤) المؤلفة قلوبهم:

المؤلفة: جمع مؤلف من التأليف، أي الجمع، والمراد جمع القلوب. وهم ثلاثة أقسام:

(أ) كفار كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعطيهم تأليفا لهم ليسلموا هم وقومهم. وهذا من الجهاد لأنه كما يكون بالسنان يكون بالإحسان.

(ب) وكافر كان يعطي لدفع شره.

(جـ) ومن أسلم على ضعف كان يعطي ليثبت إسلامه.

هذا وقد سقط نصيب المؤلف عند الحنفيين من الزكاة لإجماع الصحابة على ذلك في خلافة الصديق من آخر دفعة دفعها لهم النبي صلى الله عليه وسلم وظهر ذلك في خلافة الصديق رضي الله عنه لما جاءه عيينه بن حصن والأقرع ابن حابس والعباس بن مرداس وطلبوا من الصديق نصيبهم، فكتب لهم به وجاءوا على عمر وأعطوه الخط، فأبى ومزقه وقال: هذا شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيكموه تأليفا لكم على الإسلام والآن قد اعز الله الإسلام وأغنى عنكم فإن ثبتم على الإسلام وإلا فبيننا وبينكم السيف "الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" (٢) فرجعوا إلى أبي بكر رضي الله عنه


(١) انظر ص ١٢٣ ج ١٣ فتح الباري (رزق الحاكم والعاملين عليها- الأحكام) وص ٣٦٥ ج ١ مجتبي (من آتاه الله مالا من غير مسألة)، (وعمالة) - بضم العين وتخفيف اليم- ما يعطاه العامل نظير عمله. أما بفتحها فنفس العمل (ما آتاك الله) رواية البخاري: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وإلا فلا تتبعه نفسك).
(٢) سورة الكهف: آية ٥٩.