للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٣) أسطوانة التوبة: وتعرف بأسطوانة أبي لبابة، لأنه ارتبط إلى جذع كان في محلها لما وقع منه في شأن بني قريظة (١) ولم يحل حتى تاب الله عليه، وهي الرابعة من المنبر والثانية من القبر. كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها النوافل وينصرف بعد صلاة الصبح، ويعتكف وراءها مما يلي القبلة مستندا إليها (روي) نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتكف يطرح له فراشه أو سريره إلى أسطوانة التوبة مما يلي القبلة يستند إليها. أخرجه ابن ماجه والبيهقي بسند صحيح رجاله ثقات (٢). {٣١٧}

(٤) اسطوانة السرير: وهي اللاصقة بالشباك داخل المقصورة، تلي أسطوانة التوبة من جهة الشرق، سميت بذلك لأنه كان يوضع سرير النبي صلى الله عليه وسلم عندها (وهذه) ثلاث الأساطين في صف واحد لا فاصل بينهن سوى نصف أسطوانة لاصقة بالشباك من خارجه (٣).


(١) (قال) عبد الله بن أبي قتادة: نزلت هذه الآية: "لا تخونوا الله والرسول"، في أبي لبابة بن عبد المنذر، سألوه يوم قريظة: ما هذا الأمر؛ فأشار إلى حلقه أنه الذبح فنزلت (قال) أبو لبابة ما زالت قدماي حتى علمت أني خنت الله ورسوله، أخرجه ابن جرير وابن المنذر (أنظر ص ٢٨٨ ج ٢ فتح القدير للشوكاني) ولما رأى انه خان حلف لا يذوق ذواقا حتى يموت أو يتوب الله عليه، فربط نفسه بسارية بالمسجد فمكث تسعة أيام حتى كاد يخر مغشيا عله من الجهد، ثم أنزل الله توبته، فبشره الناس وأرادوا حله من السارية، فحلف لا يحله منها إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحله.
(٢) ص ٢٧٧ ج ١ سنن ابن ماجه (المعتكف يلزم مكانا في المسجد) وص ٢٤٧ ج ٥ سنن البيهقي (أسطوانة التوبة).
(٣) أحدثت هذه الأساطين زمن الأشرف قايتباي عند بناء القبة على الحجرة الشريفة.