الموطن، لا سيما وقد قال: لأعطين الراية إلخ … وحضر الناس كلهم طمعًا أن يفوزوا بذلك الوعد (فقيل): على سبيل الاعتذار عن غيبته (يشتكي عينيه) من الرمد (فأمر)ﷺ بإحضاره (فدُعي له) بضم الدال مبنيًّا للمفعول أي دُعي عليّ للنبي ﷺ(فبصق في عينيه فبرأ مكانه) بفتح الموحدة والراء (حتى كأنه لم يكن به شيء) من الرمد (فقال): أي عليّ يا رسول الله (نقاتلهم حتى يكونوا) مسلمين (مثلنا. فقال): ﵊ له (على رسلك) بكسر الراء وسكون السين أي اتئد فيه وكن على الهينة (حنى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام) أي قبل القتال.
وهذا موضع الترجمة.
(وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن) بفتح اللام وفي اليونينية بكسرها (يهدى بك رجل واحد) بضم أوّل يهدى وفتح ثالثه مبنيًّا للمفعول (خير لك من حُمر النعم) بضم الحاء المهملة والميم كذا في اليونينية بضم الميم فلينظر، والنعم بفتح النون أي حمر الإبل وهي أحسنها وأعزها أي خير لك من أن تكون لك فتتصدّق بها.
وهذا الحديث أخرجه المؤلّف أيضًا في فضل عليّ ومسلم في الفضائل.
وبه قال:(حدّثنا عبد الله بن محمد) المسندي قال: (حدّثنا معاوية بن عمرو) بفتح العين قال: (حدّثنا أبو إسحاق) إبراهيم بن محمد بن الحرث الفزاري (عن حميد) الطويل أنه (قال: سمعت أنسًا ﵁ يقول: كان رسول الله ﷺ إذا غزا قومًا لم يغر) بضم أوّله من الإغارة (حتى يصبح فإن سمع أذانًا أمسك) عن قتالهم (إن لم يسمع أذانًا أغار) عليهم (بعدما يصبح) أي أنه كان إذا لم يعلم حال القوم هل بلغتهم الدعوة أم لا ينتظر بهم الصباح ليستبرئ حالهم بالأذان فإن سمعه أمسك عن قتالهم وإلاّ أغار عليهم، (فنزلنا خيبر ليلاً) نصب على الظرفية.
وبه قال:(حدّثنا قتيبة) بن سعيد قال: (حدّثنا إسماعيل بن جعفر) أي ابن أبي كثير (عن حميد) الطويل (عن أنس أن النبي ﷺ كان إذا غزا بنا) هذا طريق آخر لحديث أنس أخرجه بتمامه في الصلاة بلفظ: إذا غزا بنا قومًا لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر فإن سمع أذانًا كفّ عنهم وإن لم يسمع أذانًا أغار عليهم الحديث.