(في حياة رسول الله ﷺ فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله ﷺ فكدت أُساوره) بالسين المهملة آخذ برأسه (في الصلاة فتصبرت) فتكلفت الصبر (حتى سلم فلببته) بتشديد الموحدة الأولى وتخفف وهو الذي في اليونينية وسكون الثانية (بردائه) جمعتها عليه عند لبته خوف أن ينفلت مني (فقلت) له: (من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ) ها (قال) ولأبي الوقت قال (أقرأنيها رسول الله ﷺ فقلت) له (كذبت أقرأنيها) رسول الله ﷺ(على غير ما قرأت) ها (فانطلقت به أقوده) وأجرّه بردائه (إلى رسول الله ﷺ فقلت) يا رسول الله (إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال):
(أرسله) بهمزة قطع وبكسر السين أطلقه ثم قال ﵊(اقرأ يا هشام) قال عمر ﵁(فقرأ القراءة التي سمعته) يقرأ بها (فقال رسول الله ﷺ: كذلك) وللأصيلي كذا (أنزلت. ثم قال رسول الله ﷺ: اقرأ يا عمر. فقرأت) القراءة (التي أقرأني) بها ﷺ(فقال: كذلك) وللأصيلي كذا (أنزلت) ثم قال: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) أي لغات (فاقرؤوا ما تيسر منه). من الأحرف المنزل بها بالنسبة إلى ما يستحضره القارئ من القراءات فالذي في آية المزمل للكمية والذي في الحديث للكيفية قال في الفتح ومناسبة الترجمة وحديثها للأبواب السابقة من جهة التفاوت في الكيفية ومن جهة جواز نسبة القراءة للقارئ.
(باب قول الله تعالى: ﴿ولقد يسرنا القرآن للذكر﴾) أي سهلناه للادّكار والاتعاظ (﴿فهل من مدّكر﴾ [القمر: ١٧]) متعظ يتعظ وقيل ولقد سهلناه للحفظ وأعنّا عليه مَن أراد حفظه فهل من طالب لحفظه ليُعان عليه ويروى أن كتب أهل الأديان كالتوراة والإنجيل لا يتلوها أهلها إلا نظرًا ولا يحفظونها ظاهرًا كالقرآن وثبت قوله: ﴿فهل من مدّكر﴾ لأبي ذر والأصيلي وسقط لغيرها (وقال النبي ﷺ: كل) بالتنوين (ميسر لما خلق له) وصله هنا.
(يقال ميسر) قال المؤلف أي (مهيأ) وزاد هنا أبو ذر والوقت والأصيلي. وقال مجاهد المفسر يسرنا القرآن بلسانك أي هوّنَّا قراءته عليك وهذا وصله الفريابي، وزاد الكشميهني. (وقال مطر الوراق) بن طهمان أبو رجاء الخراساني: (﴿ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر﴾ قال: هل من طالب علم فيعان عليه). وصله الفريابي.