مقلوب أطيب (فقال) جابر ولأبي ذر: فقيل (أكنت ترعى الغنم)؟ حتى عرفت أطيب الكباث لأن راعي الغنم يكثر تردّده تحت الأشجار لطلب المرعى منها (قال)ﷺ(نعم) كنت أرعاها (وهل من نبي إلاّ رعاها) لأن يأخذوا أنفسهم بالتواضع وتصفوا قلوبهم بالخلوة ويترقوا من سياستها إلى سياسة أممهم بالشفقة عليهم وهدايتهم إلى الصلاح.
وهذا الحديث سبق في أحاديث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
٥١ - باب الْمَضْمَضَةِ بَعْدَ الطَّعَامِ
(باب المضمضة بعد) أكل (الطعام) سقط الباب لغير أبي ذر.
وبه قال:(حدّثنا علي بن عبد الله) المديني، شطب في اليونينية علي بن عبد الله قال:(حدّثنا سفيان) بن عيينة قال: (سمعت يحيى بن سعيد) الأنصاري (عن بشير بن يسار) بضم الموحدة وفتح المعجمة مصغرًا ويسارًا بالتحتية والمهملة المخففة (عن سويد بن النعمان) الأنصاري ﵁ أنه (قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى) غزوة (خيبر فلما كنا بالصهباء دعا بطعام فما أتي) بضم الهمزة وكسر الفوقية (إلاّ بسويق فأكلنا) منه (فقام إلى الصلاة فتمضمض) بفوقية بعد الفاء (ومضمضنا).
(قال يحيى) بن سعيد بالسند السابق (سمعت بشيرًا) بضم الموحدة ابن يسار (يقول: أخبرنا سويد) أي ابن النعمان (خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى خيبر فلما كنا بالصهباء. قال يحيى) بن سعيد (وهي) أي الصهباء (من خيبر على روحة دعا) رسول الله ﷺ(بطعام فما أتي إلاّ بسويق فلكناه) علكناه في أفواهنا (فأكلنا معه)ﷺ ولأبي ذر منه بدل قوله معه أي من السويق (ثم دعا)ﷺ(بماء فمضمض) فاه الشريف من أثر السويق (ومضمضنا معه ثم صلى بنا المغرب ولم يتوضأ. وقال سفيان) بن عيينة لعلي بن المديني: نقلت الحديث من يحيى بن سعيد بلفظ مرارًا فتكون (كأنك تسمعه من يحيى) بغير واسطة.