(قتل يوم أُحد ولم) بالواو والذي في اليونينية فلم (يترك إلا نمرة) أي شملة مخططة من صوف (كنا إذا غطينا) بفتح الغين (بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطي) بضم الغين وكسر الطاء (بها رجليه) ولأبي ذر رجلاه بالألف بدل الياء وهو أوجه (خرج رأسه فقال لنا النبي ﷺ):
(غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه الإذخر) بالذال المعجمة ولأبي ذر من الإذخر (أو قال) ﵊: (ألقوا) بفتح الهمزة وضم القاف بدل اجعلوا (على رجليه من الإذخر ومنا من أينعت) أي أدركت ونضجت (لله ثمرته فهو يهدبها) بكسر الدال المهملة وتضم أي يجتنيها.
وسبق هذا الحديث أول الغزوة.
٢٧ - باب أُحُدٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ قَالَهُ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ: عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ-
هذا (باب) بالتنوين (أُحد) الجبل الذي كان به الوقعة (يحبنا ونحبه) (قاله عباس بن سهل) الساعدي الأنصاري مما وصله المؤلّف في باب خرص التمر من كتاب الزكاة (عن أبي حميد) عبد الرحمن (عن النبي ﷺ) وأُحد كما قال ياقوت في معجم البلدان له بضم أوله وثانيه معًا وهو اسم مرتجل لهذا الجبل، وقال السهيلي: سمي به لتوحده وانقطاعه عن جبال أخرى هناك قال أيضًا: وهو مشتق من الأحدية وحركات حروفه الرفع وذلك يشعر بارتفاع دين الأحد وعلوّه.
وقال ياقوت: هو جبل أسمر ليس بذي شناخيب بينه وبين المدين قرابة ميل في شماليها ولما ورد محمد بن عبد الملك الفقعسي بغداد حنّ إلى وطنه وذكر أُحدًا وغيره من نواحي المدينة قال:
نفى النوم عني والفؤاد كئيب … نوائب همّ ما تزال تنوبُ
وأحراض أمراض ببغداد جمعت … عليّ وأنهار لهن قشيبُ
وظلت دموع العين تمري غروبها … من الماء درّات لهن شعوبُ
وما جزعة من خشية الموت أخضلت … دموعي ولكن الغريب غريبُ
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بسلع ولم تغلق علي دروبُ
وهل أحد باد لنا وكأنه … حصان أمام المقربات جنيبُ
يخب السراب الضحل بيني وبينه … فيبدو لعيني تارة ويغيبُ
فإنّ شفائي نظرة إن نظرتها … إلى أُحد والحرَّتان قريبُ
وإني لأرعى النجم حتى كأنني … على كل نجم في السماء رقيبُ
وأشتاق للبرق اليمانيّ إن بدا … وأزداد شوقًا أن تهب جنوبُ