(لقوله) زاد في رواية: ﷿(﴿إنما المؤمنون﴾) الكاملون في الإيمان (﴿الذين آمنوا بالله ورسوله﴾) من صميم قلوبهم (﴿وإذا كانوا معه على أمرٍ جامع﴾) كتدبير أمر الجهاد والحرب (﴿لم يذهبوا﴾) عن حضرته (﴿حتى يستأذنوه﴾)ﷺ فيأذن لهم واعتباره في كمال الإيمان لأنه كالمصداق لصحته والمميز للمخلص فيه عن المنافق (﴿إن الذين يستأذنونك﴾)[النور: ٦٢](إلى آخر الآية). يفيد أن المستأذن مؤمن لا محالة. وأن الذاهب بغير إذنه ليس كذلك وفيه أن الإمام إذا جمع الناس لتدبير أمر من أمور المسلمين أن لا يرجعوا إلا بإذنه وكذلك إذا خرجوا للغزو لا ينبغي لأحد أن يرجع بغير إذنه ولا يخالف أمير السرية لا يقال لا يستأذن غيره ﵊ إذ الحكم السابق من خصوصياته ﵊ لأنه إذا كان ممن عيّنه الإمام فطرأ له ما يقتضي التخلف أو الرجوع فإنه يحتاج إلى الاستئذان والاحتجاج بالآية للترجمة في تمام الآية، ﴿فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم﴾. قال مقاتل: نزلت في عمر ﵁ استأذن في الرجوع إلى أهله في غزوة تبوك فأذن له وقال: انطلق لست بمنافق يريد بذلك تسميع المنافقين، ولأبي ذر على أمر جامع الآية، ولأبي عساكر إلى قوله تعالى: ﴿إن الله غفور رحيم﴾.
وبه قال:(حدّثنا إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه قال: (أخبرنا جرير) بالجيم هو ابن عبد الحميد بن قرط بضم القاف وسكون الراء بعدها طاء مهملة الضبي الكوفي (عن المغيرة) بن مقسم بكسر الميم (عن الشعبي) عامر بن شراحيل (عن جابر بن عبد الله) الأنصاري (﵄ قال: غزوت مع رسول الله ﷺ) غزوة تبوك كما في البخاري أو ذات الرقاع كما في طبقات