وبه قال:(حدّثنا أحمد بن يونس) هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي قال: (حدّثنا زهير) هو ابن معاوية بن خديج أبو خيثمة الجعفي الكوفي (عن يحيى بن سعيد) الأنصاري أنه (قال: سمعت أنسًا)﵁(قال: دعا النبي ﷺ الأنصار ليكتب لهم) أي ليعين لكل منهم حصة على سبيل الاقطاع من الجزية والخراج (بالبحرين)، البلد المشهور بالعراق وليس المراد تمليكهم لأن أرض الصلح لا تقسم ولا تقطع فقد كان ﵊ صالح أهله وضرب عليهم الجزية (فقالوا: لا والله حتى تكتب لإخواننا) المهاجرين (من قريش بمثلها فقال)﵊:
(ذاك لهم) أي ذاك المال لقريش (ما شاء الله على ذلك) وكان الأنصار (يقولون له)﵊ في شأنهم مصرين على ذلك حتى (قال)﵊ لهم: (فإنكم سترون بعدي) من الملوك (أثرة) بفتح الهمزة والمثلثة وبضم الهمزة وسكون المثلثة أي إيثارًا لأنفسهم عليكم بالدنيا ولا يجعلون لكم في الأمر من نصيب (فاصبروا حتى تلقوني) زاد أبو ذر عن الكشميهني (على الحوض).
ومطابقة الحديث للترجمة من جهة كونه ﵊ لما أشار على الأنصار بما ذكر ولم يقبلوا فتركه ﵊ نزل المؤلّف ما بالقوّة منزلة ما بالفعل وهو في حقه ﵊ واضح لأنه لا يأمر إلا بما يجوز فعله قاله في الفتح.