(قال ابن عباس ﴿المقدس﴾) أي: (المبارك. ﴿طوى﴾: اسم الوادي) ونوّنه ابن عامر والكوفيون بتأويل المكان. وعن ابن عباس أيضًا عند الطبري سمي طوى لأن موسى طواه ليلاً، وروي أنه استأذن شعيبًا ﵉ في الخروج إلى أمه وخرج بأهله فلما وافى وادي طوى ولد له ابن في ليلة شاتية مظلمة مثلجة وقد أضل الطريق وتفرقت ماشيته إذ رأى من جانب الطور نارًا. القصة إلى آخرها.
(﴿سيرتها﴾)[طه: ٢١] في قوله تعالى: ﴿سنعيدها سيرتها﴾ أي (حالتها) الأولى وهي فعلة من السير تجوّز بها للطريقة والحالة. (﴿والنهى﴾) في قوله تعالى: ﴿إن في ذلك لآيات لأولي النهى﴾ [طه: ٥٤] أي (التقى) والنهى جمع نهية.
(﴿بملكنا﴾) في قوله تعالى: ﴿ما أخلفنا موعدك بملكنا﴾ [طه: ٨٧] أي (بأمرنا) وفتح نافع وعاصم ميم ملكنا وضمها حمزة والكسائي.
(﴿هوى﴾) في قوله تعالى: ﴿ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى﴾ [طه: ٨١] أي (شقي) وقيل: تردى، وقيل: هلك، وقيل: وقع في الهاوية وكلها سبب الشقاء (﴿فارغًا﴾)[القصص: ١٠] في قوله ﷿: ﴿وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا﴾ أي من كل شيء من أمر الدنيا (إلا من ذكر موسى) فلم يخل قلبها منه. (﴿ردءًا﴾)[القصص: ٣٤] في قوله تعالى: ﴿فأرسله معي ردءًا﴾ أي معينًا (كي يصدقني) فرعون بأن يلخص بلسانه الفصيح وجوه الدلائل ويجيب عن الشبهات ويجادل به الكفار، وليس المراد أن يقول هارون له صدقت. وقال السدي: التقدير كما يصدقني. (ويقال): في تفسير ردءًا (مغيثًا) بالغين المعجمة والمثلثة من الإغاثة (أو معينًا) بالعين المهملة والنون من الإعانة (﴿يبطش ويبطش﴾) بضم الطاء وكسرها لغتان في قوله تعالى: ﴿فلما أن أراد أن يبطش﴾ [القصص: ١٩] لكن الكسر هو قراءة الجمهور (﴿يأتمرون﴾) في قوله تعالى: ﴿إن الملأ يأتمرون﴾ [القصص: ٢٠] أي (يتشاورون) وإنما سمي التشاور ائتمارًا لأن كلاًّ من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر. (والجذوة) في قوله تعالى: ﴿أو جذوة من النار﴾ [القصص: ٢٩] هي (قطعة غليظة من الخشب ليس لها) كذا في الفرع والذي في أصله فيها (لهب). قال ابن مقبل:
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها … جزل الجذا غير خوار ولا دعر
الخوار: الذي يتقصف، والدعر: الذي فيه لهب، وقيل الذي في رأسه نار. قال في اللباب وهو المشهور. قال السلمي:
حمى حب هذي النار حب خليلتي … وحب الغواني فهو دون الحباحب
وبدّلت بعد المسك والبان شقوة … دخان الجذا في رأس أشمط شاحب
وقد ورد ما يقتضي وجود اللهب فيه قال:
وألقى على قيس من النار جذوة … شديدًا عليها حميها والتهابها