وبه قال:(حدّثنا عبدان) هو عبد الله بن عثمان بن جبلة العتكي مولاهم المروزي البصري الأصل قال: (أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي (قال: أخبرني) بالإفراد، ولأبي ذر أخبرنا (عمر بن سعيد بن أبي حسين) بضم العين في الأول وكسرها في الثاني وضم الحاء في الثالث القرشي النوفلي (عن ابن أبي مليكة) عبد الله (عن عقبة بن الحرث) القرشي المكي أنه (قال: رأيت أبا بكر) الصديق (﵁ وحمل الحسن) بفتح الحاء (وهو يقول): أفديه (بأبي) وهو (شيبه بالنبي)ﷺ ويجوز أن يكون التقدير هو مفدي بأبي شبيه فيكون خبرًا بعد خبر (ليس شبيه بعلي) أبيه (وعلي)﵁(يضحك) وشبيه بالرفع. قال ابن مالك في شرح التسهيل: كذا ثبت في صحيح البخاري ورفعه إما بناء على أن ليس حرف عطف كما يقول الكوفيون، فتكون مثل لا ويجوز أن يكون شبيه اسم ليس وخبرها ضمير متصل حذف استغناء بنيته عن لفظه والتقدير ليسه شبيه ونحوه قوله ﵊ في خطبة يوم النحر: أليس ذو الحجة من حذف الضمير المتصل خبرًا لكان وأخواتها، وفي رواية أن الوقت شبيهًا بالنصب خبر ليس واسمها الضمير، وعند الإمام أحمد من وجه آخر عن ابن أبي مليكة أن فاطمة ﵂ كانت ترقص الحسن وتقول: بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي. قال في فتح الباري: وفيه إرسال فإن كان محفوظًا فلعلها تواردت في ذلك مع أبي بكر أو تلقى ذلك أحدهما عن الآخر.
فإن قلت: هذا معارض بقول عليّ في وصفه للنبي ﷺ: لم أر قبله ولا بعده مثله. أجيب: بحمل النفي على العموم والإثبات على المعظم، فالمراد الشبه في بعض الأعضاء وإلا فتمام حسنه ﷺ منزه عن الشريك كما قال الأبوصيري شرف الدين في قصيدته الميمية:
منزه عن شريك في محاسنه … فجوهر الحسن فيه غير منقسم
وبه قال:(حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر حدّثنا (يحيى بن معين) بفتح الميم وكسر العين المهملة ابن عوف الغطفاني مولاهم أبو زكريا البغدادي إمام الجرح والتعديل المتوفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين بالمدينة النبوية وله بضع وسبعون سنة (وصدقة) بن الفضل المروزي (قالا: أخبرنا محمد بن جعفر) المشهور بغندر (عن شعبة) بن الحجاج (عن واقد بن محمد) بالقاف المكسورة والدال المهملة (عن أبيه) محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر (عن ابن عمر ﵄) أنه (قال: قال أبو بكر) الصديق ﵁: (ارقبوا) بضم الهمزة وفي اليونينية بالوصل وسكون الراء وبعد القاف المضمومة موحدة أي احفظوا (محمدًا ﷺ في أهل بيته) وسقطت التصلية لأبي ذر، واختلف في أهل البيت فقيل نساؤه لأنهنّ في بيته قاله سعيد بن جبير عن ابن عباس ﵄ وهو