(﴿وقضينا إلى بني إسرائيل﴾)[الإسراء: ٤]. قال أبو عبيدة أي (أخبرناهم أنهم سيفسدون) والمرتين في الآية أولاهما قتل زكريا وحبس أرمياء حين أنذرهم سخط الله والآخرة قتل يحيى بن زكريا وقصد قتل عيسى ابن مريم (والقضاء) يأتي (على وجوه) كثيرة (﴿وقضى ربك﴾)[الإسراء: ٣] أي (أمر ربك) أمرًا مقطوعًا به، وسقط: ربك لأبي ذر (ومنه الحكم) كقوله تعالى: (﴿وإن ربك يقضي بينهم﴾)[يونس: ٩٣]. أي يحكم بينهم (ومنه الخلق) كقوله تعالى: (﴿فقضاهن سبع سماوات﴾)[فصلت: ١٢]. زاد أبو ذر: خلقهن.
(﴿نفيرًا﴾) في قوله: ﴿وجعلناكم أكثر نفيرًا﴾ [الإسراء: ١٦] قال أبو عبيدة أصله (من ينفر معه) أي مع الرجل من قومه وعشيرته وقيل جمع نفر وهم المجتمعون للذهاب إلى العدوّ، وفاء ينفر بالكسر والضم.
(﴿ميسورًا﴾) في قوله تعالى: ﴿فقل لهم قولًا ميسورًا [الإسراء: ٢٨](ليّنًا) ابتغاء رحمة الله برحمتك عليهم وثبتت هذه هنا لأبي ذر وتأتي بعد إن شاء الله تعالى.
(﴿وليتبروا﴾) أي (يدمروا ﴿ما علوا﴾) من التدمير وهو الإهلاك أي ليهلكوا ما غلبوه واستولوا عليه.
(﴿حصيرًا﴾) في قوله: ﴿وجعلنا جهنم للكافرين حصيرًا﴾ [الإسراء: ٨] أي (محبسًا) بفتح الميم وكسر الموحدة لا يقدرون على الخروج منها أبد الآباد (محصرًا) بفتح الميم والصاد المهملة اسم لموضع الحصر.
(﴿حق﴾) عليها القول أي (وجب) عليها كلمة العذاب السابقة (ميسورًا) أي (لينًا) وسبق قريبًا.
(خطأ) من قوله: ﴿إن قتلهم كان خطأ﴾ [الإسراء: ٣١] أي (إثمًا وهو) أي الخطأ (اسم من خطئت والخطأ مفتوح مصدره من الإثم خطئت) بكسر الطاء (بمعنى أخطأت) كذا قاله أبو عبيدة وتبعه المؤلّف رحمهما الله وتعقب بأن جعله خطأ بكسر الخاء اسم مصدر ممنوع وإنما هو مصدر خطئ يخطأ كأثم يأثم إثمًا إذا تعمد الذنب وبأن دعواه أن خطأ المفتوح الخاء والطاء، وبها قرأ ابن ذكوان مصدر بمعنى الإثم ليس كذلك، وإنما هو اسم مصدر من أخطأ يخطئ إخطاء إذا لم يصب والمعنى فيه أن قتلهم كان غير صواب وبأن قوله خطئت بمعنى أخطأت خلاف قول أهل اللغة خطئ أثم وتعمد الذنب وأخطأ إذا لم يتعمد.
(﴿تخرق﴾) في قوله: ﴿إنك لن تخرق الأرض﴾ [الإسراء: ١٣٧ أي لن (تقطع) الأرض لشدة وطأتك وسقط هذا لأبي ذر.
(﴿وإذ هم نجوى﴾ مصدر من ناجيت فوصفهم بها) أي بالنجوى فيكون من إطلاق المصدر على العين مبالغة أو على حذف مضاف أي ذو نجوى ويجوز أن يكون جمع نجيٌّ كقتيل وقتلى. (والمعنى يتناجون).