النحاة أنه لا يجوز. قال في فتح الباري: والنكتة في إيراد هذا الحديث هنا التلميح إلى ما وقع في بعض الطرق بلفظ المداراة وهو عند الحارث بن أبي أسامة من حديث صفوان بن عسال نحو حديث عائشة ﵂ وفيه فقال: إنه منافق أداريه عن نفاقه وأخشى أن يفسد عليّ غيره. وعند ابن عدي من حديث جابر عن النبي ﷺ قال:"مداراة الناس صدقة" وكذا أخرجه الطبراني في الأوسط وفي سنده يوسف بن محمد بن المنكدر ضعفوه وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وأخرجه ابن أبي عاصم في آداب الحكماء بسند أحسن منه.
وفي حديث أبي هريرة: رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس أخرجه البزار بسند ضعيف، لكن قال شيخنا الحافظ السخاوي: لفظ رواية البزار التودد إلى الناس وهو باللفظ الذي نقله في فتح الباري في رواية مرسلة، وعند العسكر وغيره بل وفي رواية متصلة عند البيهقي في الشعب وبين أنها منكرة.
وبه قال:(حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب) الحجبي البصري قال: (أخبرنا ابن علية) بضم العين المهملة وفتح اللام قال: (أخبرنا أيوب) السختياني (عن عبد الله بن أبي مليكة) اسمه زهير وعبد الله هذا تابعي فحديثه مرسل (أن النبي-ﷺ أهديت له) بضم الهمزة وسكون الهاء (أقبية) جمع قباء (من ديباج) فارسي معرب أي ثوب يتخذ من إبريسم (مزررة بالذهب فقسمها) أي الأقبية (في) أي بين (أناس من أصحابه وعزل منها) ثوبًا (واحدًا لمخرمة) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة لأجل مخرمة والد المسور وكان مخرمة غائبًا (فلما جاء قال) له ﷺ:
(خبأت) ولأبي ذر عن الكشميهني قد خبأت (هذا) القباء (لك قال) أي أشار (أيوب) السختياني بالسند السابق: (بثويه) يستحضر فعله ﷺ عند كلامه مخرمة (أنه) ولأبي ذر: وأنه (يريه) أي يري مخرمة (إياه) أي الثوب الذي خبأه له ليطيب قلبه به (وكان في خلقه) أي مخرمة (شيء) من الشدة، فلذا كان في لسانه بذاءة.
(ورواه) أي الحديث (حماد بن زيد) فيما وصله المؤلّف في باب قسمة الإمام ما يقدم عليه (عن أيوب) السختياني عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي ﷺ الحديث.
(وقال حاتم بن وردان) البصري مما وصله البخاري في شهادة الأعمى وأمره ونكاحه من الشهادات (حدّثنا أيوب) السختياني (عن ابن أبي مليكة) عبد الله (عن المسور) بن مخرمة (قدمت