كما في مسند الفريابي ولأبي ذر عن الكشميهني رجل آخر (فقال له) أي للرجل المسؤول أولاً (رسول الله ﷺ: ما رأيك في هذا)؟ الرجل المارّ (فقال: يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلم بن هذا حري) جدير (إن خطب) امرأة (أن لا ينكح وإن شفع) في أحد (أن لا يشفع) فيه (وإن قال أن لا يسمع لقوله) لفقره (فقال رسول الله ﷺ: هذا) الرجل الفقير (خير من ملء الأرض من مثل هذا) الرجل الغني. زاد أحمد وابن حبان عند الله يوم القيامة، وقوله ملء بكسر الميم وسكون اللام بعدها همزة ومثل بكسر ثم سكون وثبت من في قوله من مثل هذا في رواية أبي ذر عن الكشميهني.
وبه قال:(حدّثنا الحميدي) عبد الله بن الزبير ونسب إلى أحد أجداده حميد قال: (حدّثنا سفيان) بن عيينة قال: (حدّثنا الأعمش) سليمان (قال: سمعت أبا وائل) شقيق بن سلمة (قال: عدنا خبابًا) بفتح المعجمة والموحدة المشددة وبعد الألف موحدة أخرى ابن الأرتّ من مرض (فقال: هاجرنا مع النبي ﷺ) إلى المدينة بأمره أو بإذنه، والمراد بالمعية الاشتراك في حكم الهجرة إذ لم يكن معه ﷺ إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة (نريد وجه الله) أي ما عنده تعالى من الثواب لا الدنيا (فوقع أجرنا) أي إثابتنا وجزاؤنا (على الله تعالى) فضلاً منه سبحانه (فمنا) من الذين هاجروا (من مضى) مات (لم يأخذ من أجره) من الغنائم لكونه مات قبل الفتوح (شيئًا منهم: مصعب بن عمير قُتل يوم أُحد) شهيدًا قتله عبد الله بن قميئة (وترك نمرة) فلم نجد ما نكفنه به سواها (فإذا غطينا) بها (رأسه بدت) ظهرت (رِجلاه وإذا غطينا) بها (رِجله) بالإفراد والذي في اليونينية رجله بالتثنية (بدا رأسه) لقصرها (فأمرنا النبي ﷺ أن نغطي رأسه) بطرفها (ونجعل على رجليه) بالتثنية وزاد أبو ذر شيئًا (من الإِذخر) بكسر الهمزة وسكون الذال وكسر الخاء المعجمتين النبت الحجازي المعروف، ومن أهل الهجرة من عاش إلى أن فتح عليهم الفتوح وهم أقسام منهم من أعرض عنه وواسى به المحاويج أولاً فأولاً وهم قليل، ومنهم أبو ذر، ومنهم من تبسط في بعض المباح فيما يتعلق بكثرة النساء والسراري والخدم والملابس ونحو ذلك ولم يستكثر وهم كثير، ومنهم ابن عمر، ومنهم من زاد فاستكثر بالتجارة وغيرها مع القيام بالحقوق الواجبة والمندوبة وهم كثير أيضًا منهم عبد الرَّحمن بن عوف، إلى هذين القسمين الأخيرين أشار خباب بقوله (ومنا) أي من المهاجرين (من أينعت) بفتح الهمزة وسكون التحتية وفتح النون