للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدو: الأرض الواسعة المقفرة. والخال: الشامة. يقول: هاتان دمنتان مخالفتان للون الأرض التي هما فيها, كما أن الشامة تخالف الخد في لونه.

وقوله:

بطلولٍ كأنهن نجوم ... في عراصٍ كأنهن ليال

شبه الطلول بالنجوم لأنها عنده مستحسنة لأجل من كان يحلها ممن يحب. والعراص: جمع عرصةٍ, وهي الموضع الواسع من الدار. وجعل العراص كالليالي لأن المرتحلين عنها كانوا فيها كضياء النهار, فلما فارقوها ذهب نورها: فكأن كل عرصةٍ منها ليلة في الإظلام.

وقوله:

ونؤي كأنهن عليهن ... ن خذام خرس بسوقٍ خدال

نؤي: جمع نؤي لأن فعلا يجمع على فعولٍ, ومثل: جند وجنود. وحقيقة جمعه: نؤي فجعلت الواو ياء كما فعل بها في ثدي. واشتقاق النؤي من النأي وهو البعد؛ وذلك أنهم أرادوا أن ينؤوا به الماء عن البيت كيلا يدخل السيل إلى رحالهم.

والهاء والنون في عيلهن يجوز أن ترجع إلى الطلول وإلى العراص, ورجوعها إلى الطلول أشبه. وشبه النؤي بالخدام وهي الخلاخيل؛ لأن النؤي يكون مطيفًا بالبيت كما يطيف الخلخال بالساق, ويقال للخلخال: خدمة وخدم وخدام في الجمع, قال الشاعر: [المنسرح]

والضاربو الهام في الحروب إذا ... أبدى العذارى مواضع الخدم

يريد: إذا فزع النساء فشمرن ذيولهن للهرب فانكشفت خلاخيلهن. وقال آخر: [الخفيف]

كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشام غارة شعواء

تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي ... عن خدامٍ عقيلة عذراء

<<  <   >  >>