للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو أنه بالواو لكان ذلك دليلًا على أن في البيت دعوةً على الأعداء. وحز الغلاصم عبارة عن الموت؛ لأن الغلصمة إذا حزت فلا حياة. ويقال إن الفرزدق سمع بعض الشعراء ينشد: [الطويل]

وما بين من لم يعط سمعًا وطاعةً ... وبين تميمٍ غير حز الغلاصم

فقال له: لتتركنه لي أو لتتركن عرضك, فقال: خذه لا بارك الله لك فيه. وهذا البيت موجود في شعر الفرزدق, وسبحان من يعلم حقائق الأمور.

وقوله:

كأنك ما جاودت من بان جوده ... عليك ولا قاتلت من لم تقاوم

يقول: إذا هم الإنسان بأمر ولم يفعله فكأنه لم يهمم به, وإذا اجتهد في طلب شيءٍ ولم يدركه فكأنه ما طلبه. وهذا البيت مخاطبة لسامعٍ غير الممدوح. يقول: كأنك يا إنسان إذا جاودت غيرك فغلبك في الجود لم تجاوده, وإذا قاتلت من لم تقاومه فكأنك لم تقاتله. وقافيتها من المتدارك.

[ومن بيتين أولهما]

أعن إذني تهب الريح رهوًا ... ويسري كلما شئت الغمام

وزنهما من الوافر الأول.

الرهو: الساكن؛ يقال: هبت الريح هبوبًا رهوًا, ومشت المراة مشيًا رهوًا؛ أي على رسل. وفي الكتاب العزيز: {واترك البحر رهوًا} قيل: ساكنًا, وقيل: مفترقًا, وحكي: رها الرجل ما بين رجليه إذا فرقهما, وقال القطامي: [البسيط]

<<  <   >  >>