وقوله: يا أيها اللقب الملقى على اللقب: لما كان اللقب المكروه يشق على الإنسان جعل الشاعر من هجاه كأن لقبه ملقب به؛ أي: أن اللقم لم يزده نقصًا, بل أحدث نقصًا في اللقب.
[ومن أبيات أولها]
لقد أصبح الجرذ المستغير ... أسير المنايا صريع العطب
وهي من المتقارب الثالث. الجرذ: ذكر الفأر, وقد تكلموا به قديمًا, وقالوا في جمعه: جراذ, كما قالوا: ربع ورباع. قال الهذلي, وكان طرق الحبشة أيام كونهم في اليمن:
لدى معشرٍ لا يختنون نساءهم ... وأكل الجراذ عندهم غير أفئد
والمستغير: يحتمل أن يكون من قولهم: استغار إذا طلب الغيرة؛ أي: الميرة, أو من أنه يغير على الطعام إذا قدر عليه, أو من أنه يدخل في غار يسكنه.
وقوله:
كلى الرجلين اتلى قتله ... فأيكما غل حر السلب
يقال: اتلى الشيء, وهو افتعل من ولي, كما أنك إذا بنيت من وعد افتعل قلت: اتعد,