للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن تكون فعلية في معنى مفعولةٍ؛ فهي منقولة عن ممدوح بها إلى مديحهٍ؛ واستغنوا عن حرف الخفض لكثرة الاستعمال, وكأنها موضوعة موضع المصدر, وقالوا للمدائح: أماديح.

قال الهذلي:

لو كان يثني المديح الموت عن أحدٍ ... أحيا أباكن يا ليلى الأماديح

وقولهم: مدحت الرجل, إنما يريدون وسعت أمره, وعظمت شأنه.

[ومن أبيات أولها]

وطائرةٍ تتبعها المنايا ... على آثارها زجل الجناح

وهي من الوافر الأول على رأي الخليل, ومن السحل الرابع على رأي غيره, وقافيتها من المتواتر. الزجل: شدة الصوت وتتابعه, وإن كان قول العامة للإناء: زنجلةً عربيًا, فاشتقاقه من الزجل والنون زائدة؛ لأنها إذا قرعت لم ينقطع الصوت كانقطاعه إذا ضرب الحجر بمثله, أو بعصًا, وإذا رفع زجل الجناح فقد تم الكلام في النصف الأول, ويرفع زجل على الابتداء, وفي مذهب سعيد بن مسعدة بالاستقرار ونحوه, وعلى رأي الكوفيين لأنه خبر الصفة, وإذا نصب زجل الجناح فالمنايا فاعلة, وقع فعلها على زجل الجناح.

وقوله:

كأن رؤوس أقلامٍ غلاظًا ... مسحن بريش جؤجؤه الصحاح

الجؤجؤ: عظام الصدر, والصحاح في معنى الصحيح, وقد يستعمل الصحاح في معنى الصحة.

وروي عن الأصمعي أنه رأى شيخًا من الأعراب قدامه حمولة داخلًا إلى البصرة وهو يقول:

<<  <   >  >>