للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والهاء معرفة, وكأن التقدير: عفيف الجسم الذي هو في ثوبه, وهو مؤد معنى قولك: عفيفاً جسمه.

وقوله:

بحر يكون كل بحرٍ نونه ... شمس تمنى الشمس أن تكونه

النون: السمكة. قال الشاعر: [البسيط]

يا أم إني أكلت النون بعدكم ... فكيف لي بطعامٍ هاضمٍ نوني

جعل البحر كالنون في جود الممدوح, والشمس تمنى أن تكونه, وهذا الماء يحتمل أن يكون في موضعها إياه؛ وقد مر في شعره مواضع من هذا الجنس تحتمل الضمير المتصل والمنفصل.

وقوله:

إن تدع يا سيف لتستعينه ... يجبك قبل أن تتم سينه

هذا مبالغة مفرطة لأن السين حرف واحد. وقد اختلف الناس في الحرف المتحرك؛ فقبل: الحركة قبله, وقيل: معه, وقيل: بعده, وأقل ما يخبر به الإنسان عن مراده حرف متحرك بعده ساكن. والقافية من المتدارك إذا نطق بالواو بعد الهاء, وإذا وقف على الهاء فهي من المتواتر.

[ومن التي أولها]

الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني

وزنها من الكامل الثاني.

يقال: شجيع وشجاع وشجعان وشجعان وشجعة وشجعة. والشجاعة في الناس: الجرأة على الحرب وغيرها من الشدائد؛ فإذا قيل: ناقة شجعاء فإنما يراد به الجرأة على السير, وقد قيل: إن الشجعاء: الطويلة, والاشتقاق يدل على القول الأول. وفضل الرأي على

<<  <   >  >>