فالبصريون يرون أن هذا إذا سمي به صرف, وقد خولفوا في ذلك.
والثالث أن يكون اسمًا لجنسٍ, مثل: جعلٍ وصردٍ ونغرٍ, فهذا مصروف أيضًا.
وقوله:
قوم إذا مطرت موتًا سيوفهم ... حسبتها سحبًا جادت على بلد
يقال: مطر السحاب وأمطر لغتان. وكان أبو عبيدة يذهب إلى أن أمطر في العذاب, ومطر في الرحمة, وكذلك هو في كتاب الله عز سلطانه؛ كقوله:{هذا عارض ممطرنا} , ونحوه من الآيات. وأصل البلد الأثر من الجرح وغيره. قال الشاعر, وهذا البيت يروى مرةً لمالك بن نويرة ومرة لأخيه متمم, وقد رواه بعضهم لأبي ذؤيب:[الكامل]
أفنين عادًا ثم آل محرقٍ ... فتركنهم بلدًا وما قد جمعوا
أي: أثرًا, وقولهم: هذا بلد كذا يعنون المدينة والإقليم, وإنما يراد به أنه أثر باقٍ من قوم ذاهبين.
[ومن التي أولها]
أقل فعالي بله أكثره مجد ... وذا الجد فيه نلت أو لم أنل جد
وهي من أول الطويل في رأي الخليل, ومن ضروب السحل الأول في رأي غيره, وليست من أول ضروبه, ولكنها الخامس منه أو السادس.