ملكهم, فكأنها على هذا في الأصل مديونة, وهذا القول ينتقض على رأي النحويين؛ لأن القراء كالمجمعين على همز المدائن, ولو كانت من دنت لتعذر فيها الهمز إلا على رأي أبي الحسن سعيد بن مسعدة. واللجب: كثرة الأصوات واختلاطها.
وقوله:
وقد زعموا أنه إن يعد ... يعد معه الملك المعتصب
المعتصب يحمل وجهين: أحدهما, وهو الأجود, أن يكون من الاعتصاب بالتاج, والآخر أن يكون مفتعلًا من العصبية, وفي هذه القصيدة سناد على بعض المذاهب, وهو مجيء الفتحة مع الضمة والكسرة كقوله: الخشب والكتب وصلب. والكسرة والضمة عندهم ليستا سنادًا, فإذا جاءت الفتحة جعلوا ذاك من السناد, وكان سعيد بن مسعدة لا يرى بذلك بأسًا؛ لأنه قد كثر في أشعار الفصحاء, وهذا سناد التوجيه وهو الحركة التي قبل الروي في الشعر المقيد.
[ومن أبيات أولها]
قوله:[البسيط]
المجلسان على التمييز بينهما ... مقابلان ولكن أحسنا الأدبا
فلم يهابك ما لا حس يردعه ... إنى لأبصر من فعليهما عجبا
لم مما حذفت منه الألف لكثرة الاستعمال, والأجود أن يقول: لم كان كذا, بفتح الميم.
وقد جاء إسكانها في الشعر الفصيح, قال الشاعر يخاطب حمامةً:[الطويل]
فويحك لم ذكرتني اليوم أرضنا ... لعل حمامي بالحجاز يكون