إذا كان مدح فالنسيب المقدم ... أكل فصيحٍ قال شعرًا متيم
الوزن من ثاني الطويل.
والمعنى: أن الشعراء جرت عادتهم أن يقدموا النسيب في أول القصيدة في المدح والهجاء والافتخار, وإنما ذلك سنة يستعملها أصحاب النظام. والمتيم: المستعبد, ومنه قالوا: تيم الله أي عبده.
وقوله:
فجاز له حتى على الشمس حكمه ... وبان له حتى على البدر ميسم
هذا مبالغة, وكأنها تستحسنها الشعراء, وكان يجب على الممدوح أن ينكرها لأنه مخلوق يوصف بصفة الخالق؛ تعالى الله عن قول المبطلين؛ فجاز له حكمه حتى على الشمس, وبان له ميسم حتى على البدر.
وقوله:
ضروب وما بين الحسامين ضيق ... بصير وما بين الشجاعين مظلم
يقول: هذا الممدوح يضرب إذا دنا القرن من القرن, وقد قرب كل واحد منهما من صاحبه, فالمكان بينهما ضيق.
وقوله: بصير وما بين الشجاعين مظلم: إذا ستر الغبار نور الشمس فأظلم ما بين الشجاعين فبصره ثابت لم يمنعه إظلام الوقت من صحة النظر. ويجوز أن يكون قوله: وما بين الشجاعين مظلم؛ أي كل واحد منهما قد وقع في أمر عظيمٍ, ومن شأن الناس أن يقولوا: أظلمت الدنيا بيني وبين فلانٍ, إذا كلمه بكلام يشق عليه, وإنما لم يكن ثم ظلام مرتفع ولا غيره.