إذا ما الكأس أرعشت اليدين ... صحوت فلم تحل بيني وبيني
الوزن من أول الوافر.
وأرعشت: أي جعلت بها ارتعاشاً وهو الاضطراب. صحوت: أي لم أسكر إذا شربت الخمر؛ لأنها لم تزل عقلي ولم تضعف جسمي. وهذا البيت إذا لم ينشد ما بعده احتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون قد شرب ولم تغيره الخمر.
والآخر: أن يكون لم يشرب راحاً في هذا الأوان.
وما بعد هذا البيت يدل على أنه لم يشرب راحاً. والقافية من المتواتر.
[ومن أبيات أولها]
قضاعة تعلم أني الفتى الـ ... ـذي ادخرت لصروف الزمان
الوزن من أول المتقارب.
وقوله:
ومجدي يدل بني خندفٍ ... على أن كل كريمٍ يمان
خندف: امرأة الياس بن مضر, وهي ليلى ابنة حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة. ويقال: إنه أغير على إبل الياس وله بنون ثلاثة: عمرو, وعامر, وآخر يلقب قمعة. فذهب عمرو في أمر الإبل فأدركها فسمي مدركة, وأقام يطبخ قدراً فسمي طابخة, وانقمع الآخر في بيته فسمي قمعة. وخرجت خندف من بيتها لتنظر ما يكون من حال إبلهم فرآها زوجها فقال: مالك تخندفين وقد أدركت الإبل.