الشاء: يستعملونه مذكرًا, ولو أنث لم يبعد ذلك, واختلفوا في أصله؛ فقالوا: همزته بدل من هاء, واستدلوا على ذلك بأنهم يقولون في تصغيره شاةٍ: شويهة, فيظهرون الهاء, ويقولون في الجمع: شياه, فإذا أخذ بهذا القول فقد جمع في الكلمة بين ألفٍ مقلوبةٍ عن واو وهمزةٍ تبدل من الهاء.
وقيل: هو مأخوذ من شاء يشوء إذا شاق, كأنه يشوق من يقرم إلى اللحم. وزعم قوم أنه مأخوذ من (شويت) , واستدلوا بقولهم في الجمع: شوي, فيلزم هؤلاء أن يكونوا قد جاؤوا في الثلاثي بحرفين معتلين؛ وذلك مفقود, فكأن أصله شوي فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها, ثم قلبت الواو إلى الألف؛ لأنها وسط وقبلها فتحة.
فإن ادعي أن قلب الواو كان قبل الياء فيلزمهم أن يجعلوا الألف الأصلية المنقلبة تجري مجرى الألف الزائدة, فيقلبون الياء إلى الهمزة, كما قالوا: سقاء, وهو من سقيت, وإن زعموا أن الياء قلبت قبل الواو فكأنهم قالوا شوى, فأعلوا الواو بعدما اعتلت الياء, فجمعوا بين علتين.
وقوله:
فمن كالأمير ابن بنت الأميـ ... ـر أم من كآبائه والجدود
قالوا: بنت وابنة. فانبة وزنها إفعة؛ لأن ألفها زائدة, وهي مأخوذة من البنوة, وإذا قالوا بنت فمن جعل التاء (٦٣/أ) بدلًا من واوٍ فوزنها عنده فعل, ومن جعلها بدلًا من هاء التأنيث التي كانت في ابنة فوزنها فعت, ومما يشبه قولهم: ابنة وبنت قولهم: اثنتان وثنتان, إلا أنهم لم يحكوا اثنةً ولا ثنتًا, وقد حكى النحويون: اليوم الإثن, فإن حكى اثنة وثنت لم يبعد.
[ومن التي أولها]
أزائر يا خيال أم عائد ... أم عند مولاك أنني راقد
وهي ما لم يذكره الخليل من الأوزان؛ لأن العرب عنده لم تستعمله, وقد ذكره غيره.
وخروجه من ثاني المنسرح.