ويجوز أن يكون أبو الطيب ظن أن القائل أراد: ما هذا صحيح العقل, ولعله لم يرد ذلك وإنما أراد: ما هذا الفعل صحيح. وقافيتها من المتدارك.
[ومن التي أولها]
فراق ومن فارقت غير مذمم ... وأم ومن يممت خير ميمم
وزنها من الطويل الثالث.
وفراق مرفوع لأنه خبر مبتدأٍ محذوف؛ أي هذا فارق, ويجوز أن تضمر له فعلًا كأنه قال: وقع فراق وحدث فراق. ويقال: يممت وأممت ويممت الرجل وأممته. قال الشاعر:[الوافر]
فلم أجبن ولم أنكل ولكن ... يممت بها أبا عمرو بن عمرو
الهاء في بها راجعة إلى الطعن, ولم يجر لها ذكر ولكن الغرض قد بان في قوله:[الوافر]
تركت الرمح يبرق في صلاه ... كأن صلاته خرطوم نسر
وقوله:
وما منزل اللذات عندي بمنزلٍ ... إذا لم أبجل عنده وأكرم
أبجدل في معنى أعظم ويعرف موضعي. يقال: رجل بجيل وبجال إذا كان ضخمًا سيدًا. وهذا الشعر يروى لزهير بن جناب الكلبي:[مجزوء الكامل]