فكأنه أنكر دعواه, وأجابه بحسب ما قال. وبلى تجيء في أول الكلام إذا كان قد سبقها قول من قائلٍ, مثل أن يقول: ألم أعطك مالًا, فيقول السامع: بلى, وربما رد بها القائل على نفسه, كما قال أبو خراشٍ: [الطويل]
فوالله لا أنسى قتيلًا رزئته ... بجانب قوسى ما مشيت على الأرض
ثم قال منكرًا على نسه ادعاءه ترك النسيان: [الطويل]
بلى إنها تعفو الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي
وإنما يجيئون بهذه الكلمة إذا تقدم نفي يوجب دخولها في الجواب, ويجوز رفع الورد نسقًا على المضمر في تستوي, والعطف على هذا المضمر لا يحسن حتى يؤكد (١٠٨/ب) إذا كان في غير الشعر مثل أن يقول: تستوي هي والورد, والرواية بالرفع, ولو نصب على أنه مفعول معه لكان ذلك أقوى في العربية. والرحيق يقال: إنه القديم من الشراب, ولم يستعملوا من الفعل. والمشعشع: الممزوج, واستعارت الشعراء المشي, والدبيب للخمر: وإنما أصلهما في الحيوان, وإنما شبهوا دبيبها بدبيب النمل, كما قال القائل: [الوافر]
أعاذل لو شربت الراح حتى ... يظل لكل أنملةٍ دبيب
إذًا لعذرتني وعلمت أني ... لما أتلفت من مالي مصيب
[ومن التي أولها]
أركائب الأحباب إن الأدمعا ... تطس الخدود كما تطسن اليرمعا
وهي من الكامل الأول في رأي الخليل, ومن السحل الثالث في رأي غيره.