للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان أبو إسحق الزجاج ينكر ذلك ويظهر التضعيف وينشد: وكان التقاصص, وقلما يمكن أن يجمع في حشو البيت بين ساكنين ليس بعد الأول منهما ادغام إلا أن يحتال, مثل أن يقال على سبيل التهجي والحكاية: نون قاف, ونحو ذلك. وبعض الناس ينشد:

فآذن أيها الأمير

بالفاء على تقدير حرف الاستفهام, وهذا مع الضرورة التي فيه أحسن من تلك الرواية فيما أتصوره, وأنت مضمرة في الوجهين, كأنه قال: أأنت آذن, أفأنت آذن.

[ومن أبيات أولها]

(٧٦ /أ) ... وجاريةٍ شعرها شطرها ... محكمةٍ نافذٍ أمرها

وهي من ثالث المتقارب.

الأحسن في الشعر فتح العين, ولا اختلاف أن تسكينها لغة. والكوفيون إذا كان في وسط الثلاثي حرف من حروف الحلق أجازوا فيها الوجهين إجازةً مطردةً, وأنشدوا قول الراجز: [الرجز]

أتبعته إياهما في السهل ... حتى إذا مازنأا في الجبل

أزنأته فيه ولما أبل

وشطر الشيء نصفه, وجعلها محكمةً؛ لأنها أحضرت في المجلس على هيئةٍ أراد بعض الجلساء أن يمتحن بها أبا الطيب؛ لأنه كان لا يحدث أمر في المجلس إلا نظم فيه شعرًا, فظن أنه يعمله قبل الحضور, فجاءت وفي يديها طاقة من ريحانٍ تدار, فإذا وقفت حذاء إنسان شرب, فوضعها الغلام من يده ونقرها فدارت وكانت على لولبٍ.

<<  <   >  >>