للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

سما بك همي فوق الهموم ... فلست أعد يسارًا يسارا

ومن كنت بحرًا له يا علي ... لم يقبل الدر إلا كبارا

تقول: سمت بك همتي فوق همم الناس؛ لأن الهمة تسمى هما, فإذا كنت موسرًا لم أعد ما أنا فيه يسارًا؛ لأن همتي أكبر منه فهي تطلب ما هو فوقه, وهذا البيت يجعل البيت الذي بعده يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون محمولًا على قوله: فلست أعد يسارًا يسارًا؛ أي: أني إذا أعطيت الدر لم أقبله إلا أن يكون من كباره, فالمعنى يجوز أن يراد به اليسار من المال.

والآخر, وهو أحسن, أن يحمل الكلام على الشعر, كأنه يقول: وإن كنت أقدر على أن ما تيسر من الشعر فلا أعد ذلك يسارًا منه؛ إذ كنت لا أقنع بالأبيات, ولا أرضى لمدحك إلا القصائد, وإني أرضى بالقطعة التي هي كالدرة حتى آتي بقصيدةٍ تشبه بما كبر من الدر.

[ومن أبيات أولها]

الصوم والفطر والأعياد والعصر ... منيرة بك حتى الشمس والقمر

وهي من البسيط الأول.

يقال: عصر وعصر وعصر, وقالوا في جمع العصر: عصور. ويقال: إن أعصر الذي تنسب إليه باهلة إنما سمي أعصر بقوله: [الكامل]

<<  <   >  >>