للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن التي أولها]

إني لأعلم واللبيب خبير ... أن الحياة وإن حرصت غرور

وهي من ثاني الكامل.

يقال: حرصت, وهي اللغة الفصيحة. وحرصت, وهي قليلة. وقالوا: رجل حارص وحريص. واستعمالهم حريصًا أكثر من استعمالهم حارصًا, وهو الأصل, وإنما أخذ من حرصت السحابة الأرض إذا قشرت التراب, ومنه الشجة الحارصة التي تقشر الجلد, كأن هذا الطالب يبالغ في الطلب حتى يقشر ما يريد. قال الحادرة الذبياني: [الكامل]

ظلم البطاح له انهمال حريصةٍ ... فصفا النطاف له بعيد المكرع

يعني بالحريصة السحابة التي تقشر وجه الأرض.

وقوله:

أمجاور الديماس رهن قرارةٍ ... فيها الضياء بوجهه والنور

الديماس: بيت في بيتٍ, وكسر داله أكثر, وقد حكي فتح الدال, وهو مأخوذ من: دمست الشيء إذا واريته, ودمس الليل إذا أظلم فوارى الأشياء, قال بعض الكلبيين: [الطويل]

فقلت أبا الرمكاء إني محنب ... وقد تهت في الظلماء والليل دامس

وقوله:

ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى ... رضوى على أيدي الرجال تسير

<<  <   >  >>