للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رضوى: اسم جبل, وهو مؤنث, يقال لاحت لهم رضوى, فإن ذكر على معنى الجبل فحسن, وهي أنثى رضوان؛ وذلك من أسماء الرجال؛ أي: اشتقاقه من الرضى والرضوان, قال الشاعر: [المتقارب]

تجانف رضوان عن ضيفه ... ألم تأت رضوان عني النذر

واختار الشاعر أن يقول في القافية يسير فيذكر؛ لأنه رده إلى الممدوح, واصطلحت الجماعة في الإسلام على أن سموا سرير الميت نعشًا. وكان النعمان بن المنذر إذا مرض حمل على سريرٍ فطيف به كأنه يرتاح إلى ذلك على سبيل الفرجة, فسمى النابغة ذلك السرير نعشًا, فقال: (٧٧/ب)

ألم تر خير الناس أصبح نعشه ... على فتيةٍ قد جاوز الحي سائرا

ونحن لديه نسألة الله خلده ... يرد لنا ملكًا وللأرض غامرا

ففي هذا دليل على أنهم لم يكونوا في ذلك الزمان يسمون سرير الميت نعشًا؛ لأن ذلك لو شهر بينهم لم يستعمله النابغة خيفةً من تطير النعمان.

وقوله:

خرجوا به ولكل باكٍ خلفه ... صعقات موسى يوم دك الطور

الصعقات: جمع صعقةٍ من: صعق الرجل إذا غشي عليه, كأنه أصابته صاعقة. ودك الجبل إذا انفرش, ودكت الأرض إذا سوي بعضها ببعضٍ فلم يكن فيها ارتفاع وهبوط. وقالوا: ناقة دكاء: إذا كانت منفرشة السنام, وقال قوم: كل جبلٍ طور, فإن صح ذلك فهو مشبه بطور موسى صلى الله عليه, وقيل: إنها كلمة ليست بالعربية.

<<  <   >  >>